لكل واحد من مخلوقاته ما يخصه من وافر نعمه التي أسبغها على سكان أرضه.
يا أيها الجزائريون أهل الإسلام! إن كلامنا هذا تعبير عن الحب الكامل لكم، ويشتمل على الصلح والمودة، فإن أنتم بعثتم مندوبيكم إلى مبعوثنا، فنتكلم حينئد وإياهم، والمرجو من الله تعالى أن تؤدي محادثتنا مع بعضنا بعض إلى ما فيه منافعكم ومصالحكم. هذا وأما إن كان منكم معاذ الله خلاف ذلك، حتى تختاروا مقاومتنا ومحاربتنا فاعلموا أن كل ما يصيبكم من المكروه والشر إنما يكون بسببه من جهتكم، فلا تلوموا إلا أنفسكم، وأيقنوا أنه ضد إرادتنا، فليكن عليكم محققا أن عساكرنا المنصورة تحيط بكم بأيسر مرام، ودون تعب، وأن الله تعالى يسلطها عليكم، فإنه تعالى كما يأمر من يجعل له النصر والظفر بالرحمة والتسامح مع الضعفاء المظلومين، فكذلك يحكم بأشد العذاب على المفسدين في الأرض، فلا بد لكم أن تعرضتم لنا بالعداوة والشر من الهلاك عن آخركم.
هذا ما بدا لي أيها السادة أن أكلمكم به، فهو نصيحة مني إليكم، فلا تغفلوا عنه، واعلموا أن صلاحكم هو في قبوله والعمل بما جاء به، وأن هلاككم لا يرده عنكم أحد إن أنتم أعرضتم عما نصحتكم وأنذرتكم به، واعلموا يقينا مؤكدا بأن كلام ملكنا المنصور المحفوظ من الله تعالى هو كلام لا يمكن تغييره، لأنه مقدر. والمقدر لا بد من تحقيقه، والسلام على من اتبع وسمع وأطاع، (?).