خلال هذه الفترة لم يتوقف الصراع على جبهة الأندلس، وقد كان من المحال على المسلمين الأندلسيين الاضطلاع بأعباء الجهاد في سبيل الله وحدهم، فكان لهم في إخوانهم في المغرب الإسلامي ما يجتاجونه من الدعم. وتعاقب على الأندلس المرابطون فالموحدون، ثم استمر الجسر القائم بين الأندلس والمغرب في تأمين متطلبات الجهاد المستمر. حتى إذا ما انتهت الحرب الصليبية في المشرق، أصبحت الأندلس الإسلامية محاصرة في حدود مملكة (غرناطة) التي لقيت كل دعم من (بني مرين). وبذلك أمكن (لبني نصر) الاحتفاظ براية الجهاد مرفوعة فوق جنوب الأندلس لمدة مائتي سنة أخرى. وليس من متطلبات البحث هنا التعرض بالتفصيل إلى ذلك الصراع المرير، وتلك المعارك الدامية التي خاضها المسلمون في الأندلس، غير أنه من الضروري التوقف قليلا عند المرحلة الأخيرة من مراحل هذا الصراع نظرا لعلاقته بما تعرض له المغرب الإسلامي خلال تلك الحقبة التاريخية.

لقد قاد الصراع ضد المسلمين خلال تلك الفترة - على ما هو معروف - (ملك أراغون فرديناند) (?) الذي تزوج بملكة قشتالة (إيزابيللا) (?) فوجد قيادة الإقليمين ضد مملكة غرناطة، ودعمهما في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015