بالتجارب الثوروية وأعمال الصراع المسلح. ولم تعد هذه التجارب الثوروية ملكا للجزائر وأهلها بقدر ما أصبحت ملكا لشعوب العالم كله، وبصورة خاصة تلك التي عانت من (تجربة الاستعمار) ولا تزال تعاني من (رواسبه).

وتجربة الجزائر هي تجربة (فردة) فقد بدأ الاستعمار بالجزائر وانتهى فوق أرض الجزائر. وكان الجهاد طوال هذه الفترة مميزا بخصائصه، مميزا بأساليبه، مما حمل الكاتب العسكري الإفرنسي بلوفر - على الاعتراف بهذه الخصوصية، فصنفها في إطار (الحروب الثوروية الإسلامية). وقد يكون من غير المهم الأخذ برأي الغربيين في المنجزات الثوروية للعالم العربي الإسلامي، ولكن من المهم

أن يعرف العرب - المسلمون أهمية تجاربهم الثوروية، لأن هذه المعرفه تجعلهم أكثر قدرة على الالتزام بأسس (أصالتهم الذاتية).

تجربة (الجزائر المجاهدة) هي تجربة فردة، وقد يكون العرب المسلمون أحرى من غيرهم بمعرفة أبعاد هذه التجربة والإفادة منها. وقد يكون من الصعب الوصول إلى هذه الأبعاد إن هي لم تستند إلى بداياتها الأولى. ومن هنا تظهر أهمية العودة إلى تلك البدايات في مقاومة الهجمة الاستعمارية. لقد تميزت المقاومة الجزائرية بمجموعة من الظواهر التي ارتسمت ملامحها الأولى مع بدايات الغزو، ثم تطورت هذه الظواهر من خلال التفاعل المستمر بين قوى القمع الاستعماري وقوى الجهاد الإسلامي. وحاولت الصليبية تغطية كل سوءات الاستعمار، غير أنها فشلت في ذلك. وحاولت قوى القمع الاستعماري تدمير قواعد الصمود الإسلامية بتدمير المسلمين عقيدة وفكرا وحتى عبادة بتدمير المساجد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015