وإن أعداء الجزائر هم أعداؤنا، نحن مع الجزائر في السلم وفي الحرب، في الولاء وفي العداء، في الشدة وفي الرخاء، ولهذا فإن فرنسا تستطيع أن تتأكد أن عهدا جديدا من العلاقات العربية - الإفرنسية ينتظر المصالح المشتركة بين الأمة العربية من جانب، وفرنسا من جانب آخر. وإن مساهمة الرئيس (ديغول) في هذا المجال لا شك أنها مساهمة عظيمة قدر الشخصية العظيمة التي يتمتع بها الرئيس ديغول. لقد كان للرئيس ديغول دورا رفيعا في بناء صرح الحرية، ولا نملك إلا أن نسجل له هذه المكرمة البارزة بكل تقدير وإعجاب، إن الرئيس ديغول قد حرر فرنسا مرتين، وإني أقول مرتين بكل تأكيد، في المرة الأولى استطاع الرئيس ديغول أن يحرر فرنسا من النازية، وفي المرة الثانية كان للرئيس ديغول دور كبير في تحرير فرنسا من الاستعمار - استعمار الجزائر -، ولكنني أرغب أن أؤكد أن المرة الثانية أدعى للخلود من المرة الأولى. إنه الأمر مجيد أن يحرر المرء نفسه من استعباد الغير، ولكن الأروع والأرفع أن يحرر المرء نفسه من أن يستعبد الغير، وانطلاقا من هذه المفاضلة، فإننا نزن عظمة الجنرال ديغول، ونقوم شخصيته الرفيعة.
لقد فتحت الجزائر أبواب الأمم المتحدة على مصراعيها، بالدماء والعرق والدموع، بعد أن ظلت طويلا وهي مقفلة في وجهها، وإننا نناشدكم أن تظل الأمم المتحدة مفتحة الأبواب حتى يتيسر لجميع الشعوب أن تدخلها وهي تمارس حريتها وسيادتها واستقلالها، يومئذ تصبح الأمم المتحدة منظمة عالمية حرة، جديرة باسمها وميثاقها
تشرين الأول - أكتوبر - 1962