قبضة العثمانيين، للانتقال منها بعد ذلك إلى الجزائر. وغادر الأسطول الصليبي جزيرة صقليا في شهر تشرين الأول - أكتوبر - من سنة (1573م) وقد ضم الأسطول (138) سفينة تحمل (25) ألفا من المقاتلين. ونزل بقلعة (حلق الوادي)، وجاء الأمير النمساوي بالملك الحفصي (أبي العباس أحمد) الذي التجأ إلى الإسبان من أجل مساعدته على إسترداد ملكه، بشرط أن يكون الحكم مناصفة بين الإسبان وبين (أحمد الحفصي). غير أن هذا رفض مشاركة الصليبيين في حكم بلاده، وتنازل عن حقه في الملك لأخيه (محمد بن الحسن) ودخل الإسبان مدينة تونس التي لم يكن بها يومئذ حامية كافية للدفاع عنها، وخرج أهلها للنجاة بأنفسهم وبدينهم، ويصف مؤرخ عربي الموقف في ترنس بما يلي: (ولاذ - أهل تنس - بالبوادي ونالهم من الجوع
والعطش وكشف الستر وتشتيت الشمل ما هو مبسوط في كتب التاريخ، مما تقشعر منه الجلود ... ودخل محمد بن الحسن إلى القصبة. وشاطره قائد الجيش الصبنيول في الحكم. وعاش عسكره في البلاد، وربطوا خيولهم بجامع الزيتونة، واستباحوا ما به، وما بالمدارس العلمية من الكتب، وألقوا بها في الطرقات يدوسها العسكر بخيولهم، وهذا هو السبب في قلة تآليف الفحول من هذا القطر، فإنها ضاعت شذر مذر في هذه الواقعة).