المجتمع وبنائه، فإن الاستعمار الفرنسي قد زاد من عمق المأساة بتعمده إحداث هذا الاضطراب، فانتهاك المحرمات، وإشاعة الفواحش، وتعهير المحصات، ونقل كل مساوىء الحضارة الغربية وتعميمها، كل ذلك قد تم في إطار محكم من التخطيط والتنفيذ. وترك ذلك كله بصمات عميقة على المجتمع الجزائري. وقد يكفي التوقف لحظة لتأمل الوجوه عند (نهح المصارف) أو في المجمعات عند بداية الطريق (للقصبة) حتى يصطدم الإنسان بكل معالم البؤس التي بقيت واضحة بعد ربع قرن من زوال الاستعمار الإفرنسي.

قد يكون من الطبيعي، ومن المتوقع، ظهور انحرافات مرضية تبتعد بالشعب عن أصالته، ولا بد من فترة زمنية حتى يستعيد المجتمع توازنه المفقود. غير أن إعادة التوازن تتطلب عملا مخلصا دؤوبا، وجهدا واعيا مستمرا. وتتزايد صعوبة إعادة التوازن - بدهيا - بتأثير عاملين:

أولهما وأخطرهما: استمرار الدور التخريبي الاستعماري - من خلال الاستطالات المرضية للاستعمار ورواسبه، ومن خلال استمرار التحريض الخارجي.

ثانيهما: ظهور الصراع بين الأجيال، الجيل التقليدي المحافظ والجيل الصاعد المتمرد. وصورة العاملين واضحة في رد (الاستاذ أحمد طالب الإبراهيمي) على رسالة فتاة وصلته وهو في سجنه في (فرين) بعد أربع سنوات ونيف من الاعتقال. واذا كات رسالة الفتاة لم تطالعنا، فإن الرد عليها كافيا لايضاح مضمونها (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015