المسؤولون الفرنسيون أن اعترفوا بوجوده في شيء من عدم الاكتراث واللامبالاة، فقد جاء في مقطع من التقرير السابع (لجمعية الصليب الأحمر الدولية) ما يلي: (أما عن التعذيب الواقع أثناء الاستجواب، فإن العقيد - الكولونيل - المسؤول في الدرك - الجندرمة - يعلل ذلك بأن مكافحة الإرهاب تجعل من الضروري اللجوء إلى بعض طرق الاستجواب التي تتيح وحدها الحفاظ على أرواح بشرية، ومنع وقوع اعتداءات جديدة. وهو يؤكد لنا مع ذلك أن هذه الأساليب مدخرة لبعض الحالات الخاصة على وجه الحصر، وأنها ليست عامة. وأنها لا تنفذ إلا على مسؤولية أحد الضباط) (?). وفي القضية المعروفة بقضية (يرادو) التي عذب أثناءها فريق من الجزائريين في مدينة (ليون) الفرنسية أكد الكاردينال (جيرلين) رئيس أساقفة إقليم (غول) وقوع التعذيب في فرنسا ذاتها.
لقد افترضت تعليمات (مدارس التعذيب) أن يكون التعذيب نظيفا، لا يترك آثارا، وأن يتوقف، بمجرد اعتراف المعتقل. ولكن الممارسة العملية أكدت أن (التعذيب لم يكن نظيفا أبدا). كما أن التعذيب لم يكن يتوقف إلا عندما تنتهي حياة المعتقل الخاضع للتحقيق، في معظم الأحيان، والشواهد أكثر من أن تحصى. ويذكر ضابط، سببا من أسباب الانحرافات الإجرامية في التعذيب، بقوله: