دخلت عربة النقل الكبيرة - الشاحنة - التي كانت تحملنا إلى درب ضيق، ثم تباطأت في سيرها حتى توقفت، ونزلنا الواحدة بعد الأخرى. ولم نتمكن من رؤية معالم المكان الذي ندخله بوضوح، فظلمة الليل لا زالت قاتمة. وأحاطت بنا ثلة من المظليين، وجنود حراسة المعسكر. وكان وجود جند الحرس على جانب كبير من الأهمية بالنسبة لنا، لأننا نعرف بأن هؤلاء الجنود لا يقومون بتعذيب المعتقلين عادة. وكان معنا في الشاحنة بعض الرجال المعتقلين الذين تم اقتيادهم نحو بناء في أقصى المعسكر. أما نحن - النساء -فقد كنا ثلاثة تم اقتيادنا إلى غرفة مستطيلة لا ضوء فيها ولا باب لها. وكانت غرفة واسعة الأرجاء، فيها امرأتان ترقدان على غطاء وتلتحفان غطاء أبيض من الصوف. واستيقظت المرأتان عند وصرلنا، وأفسحتا