بالإضافة إلى رغبتهم في القبض على واحد أو أكثر من (العصاة - أو الفلاقة) (?) واعتقال أولئك الذين يساعدونهم أو يعملون على إيوائهم.
وعاشت (عقيلة) في حالة رعب دائم: الرعب من القتل، والرعب من أن يصل زوجها في زيارة غير متوقعة، فيصطدم بدورية الأعداء التي باتت كثيرة التردد على منزلها. وفي الحقيقة، فإنه لم يحدث شيء من ذلك، غير أن ما عاشته خلال تلك الفترة كان أكثر قسوة من الرعب ذاته، لقد جفاها النوم، فباتت دائمة السهاد، حتى إذا ما استنزفت أعصابها، أغمضت عينيها قليلا، فالخوف من زيارة أخرى غير متوقعة، والخوف من أن يجدها الجنود نائمة في سريرها، والخوف من كل مجهول، كل ذلك كان يعذبها ويطرد النوم عن عينيها، فتقفز من مقعدها لتستوي واقفة على قدميها تحملق فيما حولها لتتبين أنه لم يتحقق شيء من مخاوفها - حتى الآن على الأقل - وكانت (عقيلة) على حق في خوفها .. فهي زهرة شابة جدا، لم تتجاوز العشرين من ربيع عمرها، ذات قامة متوسطة (طولها 160 سم تقريبا) لها بشرة بيضاء صافية ينعكس عليها سواد شعرها الفاحم وعينان سوداوتان واسعتان ولهما نظرات أخاذة. وقد أخذ الهواء الجبلي النقي والرطب على عاتقه إكساب وجنتيها اللون الوردي، مما كان يثير الشعور بأن وردتين جميلتين قد احتلتا مكانتهما على وجنتيها. وكان ذلك الشعور يظهر وهو أقرب الى الحقيقة عندما كانت