كذلك عقب وفاة محمد سنة (1603) وارتقاء ابنه أحمد العرش (1603 - 1617 م) والواقع أن الحظ لم يجر في ركاب العثمانيين إلا عندما انحاز إلى جانبهم الزعيم المجري (بوكسكاي) بعد أن نصب أميرا على (ترانسلفانيا) وهكذا عقد الصلح آخر الأمر بين الفريقين بمعاهدة سيتفاتورك (سنة 1606).
وشهدت أوروبا حالة من الهدوء النسبي، حتى عهد (السلطان إبراهيم (1640 - 1648)، حيث استجمع العثمانيون قواتهم لمجابهة التحريض الذي لم تتوقف (البندقية) يوما عن إثارته تحت لواء الصليبية, مع توجيه التهديد إلى بحر إيجه من خلال سيطرة البندقية على جزيرة (كريت). وأدى ذلك إلى إقدام السلطان إبراهيم على إصدار أمر في حزيران (يونيو) سنة 1645 باعتقال جميع البنادقة في كل أنحاء الإمبراطورية ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم، معلنا بذلك الحرب على البندقية. وقام الأسطول العثماني بمهاجة جزيرة كريت، واحتلال (حانيه) بدون مقاومة. وفي هذه الأثناء كان البنادقة يسعون على غير طائل، في سبيل حمل الدول الأخرى على مساعدتهم للاحتفاظ بمواقعهم في المشرق. وأمكن لهم إحراز بعض التقدم في (دلماسيا). كما استطاعوا في سنة (1651) دحر الأسطول العثماني عند (باروس).
وفي هذه الفترة عرفت الإمبراطورية العثمانية نوعا من التنظيم الشامل , (الذي تولى أمره الصدر الأعظم محمد كوبريلي). وساعد على اتخاذ المواقف الحازمة ضد جيران الإمبراطورية في الشمال، ففي (ترانسلفانيا) (?) أقصى الباب العالي الأمير (جورج راغوجكي) الذي