في ذلك وهران. وشهد صيف 1955 معارك طاحنة في أوراس والشمال القسنطيني؛ حيث شن جيش التحرير الوطني هجوما شاملا - في يوم 20 آب - أغسطس - أعدم أثناءه مئات من الإفرنسيين - الاستعماريين والمستوطنين - وأعوانهم من الخونة والعملاء. وكثرت أعمال القتل والإبادة الجماعية من قبل الاستعماريين، الأمر الذي ساعد على خلق جدار قوي من العزلة بين قوى الاستعمار والقوى الوطنية. وخلال هذه الفترة كانت جبهة التحرير الوطني تتابع تطوير تنظيمها (داخليا وعربيا ودوليا). وعلى سبيل المثال: فقد أمكن لها في الفترة (1955 - 1958) تنظيم الطلاب والشباب في جامعات فرنسا ومدنها ضمن إطار (جبهة التحرير الوطني) وقد أثمرت هذه الجهود التنظيمية في آب - أغسطس - 1958، عندما أخذت الجبهة في نقل الصراع إلى فرنسا حيث قامت الفرق المسلحة الجزائرية بتدمير عدد من المنشآت الاقتصادية في فرنسا.
وعلى المستوى الدولي - اكتسبت الثورة تأييدا متعاظما انطلق من العالم العربي - الإسلامي وامتد إلى عواصم العالم. وبرز ذلك في مقررات (مؤتمر باندونغ - 1956) وفي هيئة الأمم المتحدة حيث طرحت للمرة الأولى قضية (حق الشعب الجزائري في تقرير المصير.
بدأت الثورة الجزائرية بمجموعة قليلة من الثوار التاريخيين، لا يمتلكون من وسائط الصراع إلا القليل، وكان التوازن في القوى مفقودا على ساحات الصراع، وزاد الأمر سوءا. عندما أخدت فرنسا بإرسال موجات متتالية من قوات الدعم المجهزة بأحدث وسائط