وأخذت في إطلاق النار على المجاهدين من مدفع رشاش - هوتشكيس - ومن بندقية رشاشة أمريكية، فتم التعامل مع هذه الجماعة بالقنابل اليدوية حتى تم إسكاتها والقضاء على رجالها. وحين انطلق المجاهدون للبحث بين الأنقاض، عثروا على سبعة جثث ممزقة، ووجدوا الأسلحة وقد صهرتها حرارة الانفجارات. ثم تابع المجاهدون بحثهم، وأحرقوا مهاجع الجنود، ودمروا المولد الكهربائي. وعندما أكملوا مهمتهم انسحبوا حاملين معهم ما حصلوا عليه من الغنائم: (الوثائق والأسلحة والذخائر والألبسة العسكرية والأجهزة اللاسلكية).
في الليلة ذاتها - ليلة 28 تشرين الثاني - نوفمبر - 1960،كانت قوة من مجاهدي جيش التحرير تشق طريقها عبر الشعاب الجبلية، مستفيدة في تحركها من ضوء القمر، حتى إذا ما تجاوزت الجبال
الواقعة غربي (القوارد) سارت في أرض مكشوفة، إلا من بعض الأشجار المتفرقة، متجهة نحو المركز المحصن الذي شيدت جدرانه بالصخور الضخمة والتي يسميها الجزائريون باسم (حجر الجهال) لأنها من بقايا الآثار الرومانية. وبدأ المجاهدون تنفيذ مهمتهم بتدمير برج المراقبة - الحراسة - والجدار الغربي من المركز العسكري (المقابل لمحور تقدم المجاهدين) ثم اندفعت قوة الهجوم، فدمرت في طريقها سياج الأسلاك الشائكة، واجتازته بسرعة مذهلة، غير مبالية بنيران العدو التي لم تستمر كثيرا، فبعد أن رأى الجنود الافرنسيون قوة الهجوم وشدة اندفاعه، لجأوا إلى الفرار، فتركوا مواقعهم، وتوجهوا إلى الملاجىء الحصينة. وعند