بالمنافسات بين مختلف الإمارات المغربية، لكي يؤسس على حساب تلك الإمارات، دولة إسلامية قوية، لا تستطيع أن تنالها بسوء هجمات النصارى.

وعلى هذه الصفة، تمكن من بسط سلطانه على جهات متيجة (أو متوجة - بضم الميم وفتح التاء والواو والجيم) ووادي شلف وتيطري والظهرة والونشريس ثم تلمسان، ونسف مملكة بني زيان نسفا لم تقم لها من بعده قائمة، إنما كانت مأثرته هذه تتلاشى وتضمحل، لو لم يتلقفها ويحتضنها باليمين، شقيقه خير الدين، الذي سار بها في طريق النجاح والكمال).

تلك هي كلمات قليلة لا يمكن لها أبدا أن تفي المجاهد الشهيد بعض حقه، لقد كان من أول مآثره إبراز أهمية الجهاد في البحر. وكان من ثاني مآثره إعداد أخيه (خير الدين) لمتابعة دوره. وكان من ثالث مآثره انصرافه الكلي لإقامة الجزائر وتنظيمها بالتعاون مع شعبها وبإرادته ودعمه وتأييده، وكان في ذلك انتصاره الكبير الذي مهد لهذا الوطن العربي المسلم سبيل بناء المستقبل، وضمن له القدرة لمقاومة الحملات الصليبية طوال خمسمائة عام تقريبا (من الاستعمار الإسباني ثم الإستعمار الإفرنسي).

ولقد كان عدد المجاهدين من الأتراك العثمانيين قليلا، وهنا يبرز الدور العظيم الذي اضطلع به الشعب الجزائري العربي المسلم عبر تاريخه الطويل، وما قدمه من تضحيات، وما تحمله من نوائب. وبقي ذكر (عروج) خالدا في طليعة الشهداء الخالدين.

ومضت قوافل الشهداء فكانت تضحياتها بحق هي المنارات التي أضاءت لها دنيا الجزائر (المحروسة الخالدة).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015