بحيث يصعب الإلمام بها أو الإحاطة بفصولها. وكانت مدرسة للصبر والجلد واحتمال كره القتال والاستعداد الدائم للتضحية والفداء.
بمثل هذه النماذج الأسطورية اقتحم الثوار التاريخيون أبواب التاريخ.
اختار رئيس (قسمة) في (برج المنيل) أربعة شبان من بين مجموعة كان أفرادها يتحرقون شوقا ويتقدون حماسة لخوض الصراع المسلح ضد الاستعمار الافرنسي الجاثم على صدر بلادهم. ولم يكن الحافز لاختيار هؤلاء الأربعة من دون سواهم - في شهر تموز - يوليو - 1954 - إلا نتيجة طبيعية لما عرف عنهم من نشاط ومن فاعلية علاوة على صغر سنهم. لقد كانوا يشكلون قسما من خلية تابعة لتنظيم (اللجنة الثورية للوحدة والعمل). وكان واجبهم آنذاك العمل مع العشرات من إخوانهم المجاهدين لنشر الدعاية وجمع المعلومات عن المجمعات المشتركة - كومون ميكست - وكان هذا الواجب من أصعب الأعمال في تلك الفترة، نظرا لما كانت تتعرض له الجزائر وشعبها المجاهد من ضغوط