الإسلامي العربي. وقام شيوح المسلمين في الأغواط وميزاب وقسنطينة بنشر التعليم، كما عملت جمعية علماء مسلمي الجزائر -عبد الحميد بن باديس وإخوانه في الله - على إرساء القواعد الإسلامية الثابتة ونشر التعليم الإسلامي والثقافة العربية، وأخذت محصلة هذه الجهود في إعطاء ثمارها على شكل نهضة ثورية شاملة. وشعرت فرنسا بخطورة الموقف، فأخذت منذ سنة 1944 ببذل محاولات جديدة لاستعادة المبادأة، والقضاء على المدارس الخاصة، وذلك بفتح أبواب المدارس للتعليم الابتدائي في المدارس الرسمية - الإفرنسية -. وزاد عدد الطلاب الجزائريين في هذه المدارس، غير أن عدد الطلاب الذين لم تتسع المدارس لقبولهم بقي كبيرا. وذلك لأن الإدارة الإفرنسية لم تعمل على زيادة عدد المدارس أو بناء مدارس جديدة، وكل ما فعلته هو أنها اخترعت نظام المدارس التي تعمل بنصف دوام (الدوام النصفي) الذي يحقق هدفا مزدوجا - الأول: تخفيض مستوى التعليم -تعميم الجهل بالتعليم. والثاني: استيعاب أكبر عدد من الطلاب لمقاومة جهد المدارس الاسلامية الخاصة وحرمانها من التطور. أما المدارس الابتدائية التي كان يتم افتتاحها جديدا فكانت تخصص لأطفال الأوروبيين، وهذا مما تؤكده الاحصاءات الرسمية التي أعلنت سنة 1953. وجاء فيها ما يلي:
- الطلاب الجزائريون (269) ألف طفل سجلوا من أصل (1،969،000) طفل في سن القبول، أي أن نسبة الذين بقوا خارج المدارس من هؤلاء الأطفال هي (86،5) بالمائة.