مقدمة الكتاب

ويطول ليل الاستعمار حتى لتكاد النفوس الظامئة للحرية تيأس من بزوغ الفجر. وتشتد وطأة الاستعمار حتى لتكاد النفوس المعذبة تفقد الأمل من عدالة الحياة. وللفجر موعده، وللحياة نواميسها وقوانينها المحكمة.

وكما يقع البرق في الليلة الظلماء الداكنة السواد، وكما ينبع الماء من الصخر الأصم. انطلقت صيحة (الله أكبر) في ليل عيد جميع القديسين، وترددت في كل مكان من الجزائر صيحات (خالد) و (عقبة). إنهما كلمتا السر والتعارف اللتان اتفق عليهما الثوار للتعارف فيما بينهم.

(الله أكبر) - خالد - عقبة - وتردد جبال الأوراس أصداء الصيحات المنطلقة في السهول. (الله أكبر) خالد - عقبة - لقد آن للفجر أن ينبلج، وللنفوس العطشى أن تنهل من مورد الحرية العذب ومن منهل الكرامة الصافي.

وأفاق الشعب الجزائري على فجر يوم جديد، إنه فجر المستقبل الذي طال انتظاره. وقليل هم الذين وصلتهم أصوات الانفجارات الأولى، وأزيز الرصاصات المبكرة التي أطلقتها حفنة من الثوار؛ معلنة بها بدء جولة جديدة من جولات الاحتكام للسلاح. غير أن من فاتهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015