4 - كريم بلقاسم: من مواليد منطقة (قبيلة). ونشأ في حمى التيار الديني - الوطني - شأن معظم أبناء جيله، وخدم مثلهم في الجيش الافرنسي. وفي عام 1945، أظهر تعلقه الشديد، وحماسته، بالعقيدة الاتحادية التي رفع لواءها (أصدقاء البيان الجزائري). كما كان معجبا أشد الاعجاب بما كانت تتميز به مواقف (حركة انتصار الحريات الديموتمراطية وزعيمها مصالي الحاج) من ضروب الصمود والشجاعة في مقاومة الطغيان الافرنسي. وسرعان ما أصبح قائدا من قادة الحركة الديموقراطية لأنصار الحرية في قبيلة. ولجأ إلى أعمال المقاومة السرية في العام 1947 لينجو من الاعتقال. وقاد كريم من مخبئه في الجبال الغارات على الإفرنسيين والمتعاونين معهم من الجزائريين. وكان دائم الحركة والتنقل ما بين القرى لنشر أفكاره الثورية وتنظيم المقاومة. وعندما وقع الخلاف بين مصالي الحاج واللجنة المركزية اتخذ كغيره من مجاهدي الحزب موقف الحياد - عندما استحال التوفيق بيىنهما. ومارس دورا قياديا في تكوين القوة الثالثة التي تمثلت (باللجنة الثورية للوحدة والعمل) وكان أحد الأعضاء الستة الذين قرروا انطلاقة الثورة. كما كان هو المسؤول عن
تنظيم الثورة في منطقة القبائل الكبرى. وظل (كريم بلقاسم) بعد نشوب الثورة قائدا في ولاية القبائل ثم تولى قيادة المجهود الحربي بكامله. وأظهر خلال هذه المرحلة شجاعة فائقة وتصميما ثابتا في اتخاذ قراراته، مع حزم صارم في تنفيذها. وأمكن له بذلك الحصول على دعم جيش التحرير وتأييد القبائل بصورة رائعة. وكان رجاله يحبون فيه صفاته ويحترمون فيه رجولته،