ويمكن في الواقع تمييز هذه الحروب بمجموعة من الخصائص التي تمايز بينها وبين ما يطلق عليه اسم (الحروب التحريرية). ولعل من أبرز هذه الخصائص:
1 - أنها تنطلق من فكرة الجهاد في سبيل الله.
2 - أنها تنطلق من المسجد ومن المدرسة الإسلامية (الفكرية والعقائدية).
3 - أنها تخوض الحروب لا في حالة يائسة وإنما في إطار من التصميم العتيد لانتزاع النصر في النهاية، مع كل تجاوز لظروف الحاضر وعقباته.
4 - أنها تحمل طرائق الحروب الثوروية الإسلامية وشعاراتها وأهدافها.
5 - أنها تعمل من أجل الإنسان العربي المسلم وعزته وكرامته، ومن هنا فهي لا تقبل في معظم الأحيان إحلال استعمار محل استعمار، أو التعاون مع عدو ضد عدو، بقدر اعتمادها في البدايه والنهاية على القدرة الذاتية للشعب العربي المسلم.
وتلتقي (الحروب الثوررية الإسلامية) مع (الحروب التحريرية) في بعض أهداف التحرير، وتختلف عنها في عدم استعدادها للتبعية بعد التحرير. وهذا هو بدقة سبب ما تتعرض له جماهير الشعب العربي المسلم من ضغوط مستمرة ومحاولات متواصلة لترويضها وإخضاعها. إن هدف (الحروب الثوروية الإسلامية) هو المحافظة على الوجود الإسلامي وحمايته باعتباره المصدر الحقيقي للأصالة الثوروية.
وضمن هذا الإطار يمكن فهم الحروب الثوروية في البحر