غير أن تلاميذ الشيخ وأنصاره من الأغواطيين تصدوا للمجرم، وانتزعوا منه مسدسه، وكادوا يفتكون به. وعيل صبر السلطة الاستعماري في الأغواط فطلبت إلى مشايخ الطرق إرسال عرائض تطلب طرد الشيخ مبارك من الأغواط وإغلاق مدرسته. ومارست في الوقت ذاته ضغطا على موظفيها وأعوانها من الأغواطيين لمضايقة الشيخ وإزعاجه. وشعر الشيخ مبارك بالدائرة تضيق من حوله، والأنصار يبتعدون خائفين عنه. وعرف أنه بات من المحال عليه الاستمرار في أداء دوره والاضطلاع بواجبه، فحزم حقائبه، ورحل في سنة 1350 هـ = 1931 م، عائدا إلى بلده (الميليه). بعد أن قضى ثمانية أعوام من عمره في الأغواط (?).
كان الشيخ مبارك قد أرسل إلى الزيتونة بتونس مجموعة من أنجب طلابه سنة 1347 هـ = 1927 م ضمت: أحمد بن التهامي شطة، وأبو بكر بن بلقاسم، وأحمد بن بوزيد قصيبة، ومحمد الطيب الحفصي، ومحمد بن أدهينة بن الحاج عيسى، وعمر بن الساسي؛ وكلف أدهينة بن الحاج عيسى بمرافقتهم إلى تونس