أثارت معركة جزر الباليئار مناخا من الفزع الذي تجاوز حدود إسبانيا. فبادر (شارلكان) إلى معالجة الموقف بحزم. وعمل على إعادة تنظيم أسطوله وأسند قيادته إلى ضابط مغامر كان قد اكتسب شهرة واسعة في قيادته للأساطيل البحرية وممارسة أعمال القرصنة. وكان هذا الضابط هو (الأميرال اندريا دوريا) (?) الذي كان يعتبر باستمرار أن (خير الدين) هو عدوه اللدود.
انصرف (أندريا دوريا) إلى مدينة جنوة من أجل تنظيم أسطوله، وأمضى سنة (1530) في الاستعداد لحملته الضخمة القادمة. ثم غادر المرسى الإيطالي الكبير في تموز (يوليو) سنة (1531) على رأس أسطول يضم عشرين سفينة تحمل ألفا وخمسمائة من المقاتلين الأشداء، وسار بهم نحو الساحل الجزائري وقد حدد هدفه بتدمير الأسطول الإسلامي كمرحلة أولى، ثم الانطلاق من مركز بجاية في الشرق ومركز وهران والمرسى الكبير في الغرب لخنق الدولة الجزائرية، ووضع المغرب العربي الإسلامي بكامله تحت الحكم الكاثوليكي - الإسباني.