الأولى. وهكذا فعندما طرح (كليمنصو) (?) بعض الاقتراحات التي زعم أنها إصلاحية، جابهه المستوطنون بما يشبه الثورة، وهددوا بالانفصال، على نحو ما كانوا قد فعلوه سنة 1871، ووجهوا حملة من الاحتجاجات والعرائض والضغط من قبل النواب الذين يمولهم المستوطنون. وهكذا وجد المحاربون الجزائريون أنفسهم أمام موقف عسير في وطنهم ففضلوا الهجرة إلى فرنسا على البقاء في وطنهم.
لقد أطلق الإفرنسيون على العقود الأربعة الأولى من القرن العشرين لقب (أيام زهو المستوطنين في الجزائر) هذا على الرغم مما تعرضت له الجزائر في هذه المدة من النكسات الاقتصادية التي دفع الجزائريون ثمنها لحساب المستوطنين، ومنها على سبيل المثال (أزمة الخمور) التي وقعت في فرنسا مع مطلع الثلاثينات، وأدت إلى قيام أصحاب صناعة الخمور فيها بالمطالبة بتخفيض مستوردات الخمور من الجزائر. وعلى أثر تهديد المستوطنين بالانفصال ومقاطعه المنتجات الإفرنسية، مما أرغم حكومة (باريس) على إلغاء التعرفة الجمركية العالية التي كانت تعتزم فرضها على خمور الجزائر، ويكفي هنا القول: (أن الجزائر البلد المسلم بات بفضل الحضارة الإفرنسية مصدرا للخمور. وقد كان التوسع في هذه الزراعة على حساب