المقدمة

ويبدأ القرن الخامس عشر للهجرة. . ويقف العرب المسلمون مع بداية هذا القرن وهم في حالة من الذهول لما نزل بهم، لقد باتوا أغرابا في ديارهم، مضطهدين في أوطانهم ممزقين في عالمهم. ويقف المسلمون في كافة أرجاء الدنيا يشاطرون العالم العربي الإسلامي نوائبه وأحزانه، ويفتقدون فيه دوره الريادي، ويأسفون لضياع دوره القيادي. لقد ضاع العرب وأضاعوا معهم العالم الإسلامي عندما تخلوا عن أصالتهم وهجروا قواعدهم الصلبة التي بقيت باستمرار حصنهم الحصين ودرعهم المتين ضد كل ما نزل بهم من نوائب، وضد كل ما جابههم من محن وكوارث، فأصبحوا تابعين بعد أن كانوا متبوعين، وباتوا مقلدين بعد أن كانوا سادة مبدعين، ليس ذلك فحسب، بل باتت أمجادهم ذاتها وراء ستار من التزوير والتلفيق. فسرقت منهم جهودهم وتضحياتهم، وضاعت هدرا دماؤهم وأرواح شهدائهم، وتحولت إلى غنائم لحساب أعدائهم، ووصل الأمر إلى تنكر العالم العربي حتى لأصالته الاسمية. فأصبحت أنظمته تحمل أسماء غريبة لا علاقة لها بأصالة العرب المسلمين ولا حتى بمستقبلهم. فهل انتهى العالم العربي -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015