جل وعلا: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ - وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 34 - 35] (?) . فهنا يا بني ينقلب الهياج إلى وداعة والغضب إلى سكينة.
رد معاذ:
نعم يا أمي، ولكن قد لا يستطيع المرء أحيانا أن يقابل السيئة بالحسنة لعدم قدرته على كبح (?) جماح (?) نفسه وسيطرة الغضب عليه.
أجاب الأب مؤكدا صحة قول ابنه:
أنا لا أنكر ذلك يا معاذ، ولكن هذه الدرجة من السماحة تحتاج إلى قلب كبير يعطف ويسامح، وإلى التوازن الذي يُعرف به متى تكون السماحة ومتى يكون الدفع بالحسنة، كل هذا درجة عظيمة لا يلَقَّاها كل إنسان فهي في حاجة إلى الصبر، وهي كذلك حظ موهوب يتفضل الله به على عباده الذين ينسون حيث يقول تعالى: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 35]