2 - أخذت أسماء تتقلب في فراشها يمينا وشمالا متمتمة بكلمات تعكس مقدار تذمرها من عدم استطاعتها النوم في دعة وهدوء. . مظهرة التأفف من والدتها المريضة التي قطعت عليها لذيذ نومها بالسعال الذي لازمها طويلا، لم تنهض أسماء من نومها لمساعدة والدتها وسؤالها عما ألمَّ بها أو حتى إحضار كوب من الماء لها يريحها من هذا السعال. . بل ظلت تتقلب في الفراش وكأن أمر هذه المرأة الراقدة لا يعنيها في شيء.
كانت الأم تعاني من داء في صدرها أوهن جسدها وتركها طريحة الفراش تلازمه أياما وتغادره أياما أخرى، بعد أن كانت مضرب المثل بين جاراتها في الحيوية والنشاط والإقبال على العمل، فقد توفي زوجها منذ عشر سنوات ومنذ ذلك الوقت وهي تعمل بلا كلل (?) أو ملل، لم تركن إلى الكسل ولم تقبع في دارها منتظرة هبات (?) المحسنين وأعطياتهم. . ورضيت بقضاء الله وقدره، فلم تسخط ولم تتذمر، وهذا هو شأن المؤمنين في كل