- وما الذي فعلته حتى تستحق منك كل هذا؟ !

أجابت فاطمة قائلة بصوت لم تفارقه نبرة الغيظ:

- لقد أمرتها بكي ثوبي الأزرق الذي سأحضر به عرس صديقتي خديجة فأحرقته بإهمالها واستخفافها بما تقوم به من عمل.

سألت الأم ابنتها قائلة وهي تعجب من أمرها:

- ألا تملكين ثوبا غيره يا فاطمة؟

أجابت فاطمة قائلة وهي تظهر الحزن على فساد ثوبها الأزرق:

- بلى يا أمي، تعلمين أنه لدي الكثير من الثياب الجميلة ولكني أحب هذا الثوب وأفضله على غيره من الثياب.

أجابت الأم قائلة وهي تظهر لابنتها عدم الرضا بما فعلته:

- حتى ولو لم يكن لديك غير ثوب واحد أحرقته الخادم فهذا لا يعطيك الحق في الإقدام على ما أقدمت عليه من عمل.

أجابت فاطمة وهي تصر على ما فعلت:

- ولكنها تستحق العقاب يا أماه.

ردت الأم قائلة بشيء من الضيق:

- لقد كان فعلك سيئا حين رفعت صوتك على هذه المسكينة، ثم إنك هممت بضربها لولا أن ساقتني عناية الله ومنعتك عنها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015