بما ينفع الجار ولا يضر الشخص الذي تنازل، فليس للجار أن يمنع جاره شيئا ينفعه ولا يضره سواء كان في البناء أو في غيره من مرافق الحياة، فتعاونُ الجيران يا أبنائي مظهر من مظاهر الإخوة الإسلامية وتكافل المجتمع.

وهنا سألت سلمى والديها قائلة:

- ولكن إنْ كَثر الجيران فهل نحسن إليهم جميعا ونتبادل معهم الهدايا؟

أجاب الأب قائلا:

- إن إجابة هذا السؤال يا ابنتي نستمدها من الهدي النبوي الكريم حين سألته عائشة - رضي الله عنها - قالت: «قلت يا رسول الله إن لي جارين فإلى أيهما أهدي؟ قال: " إلى أقربهما منك بابا» (?) ففي هذا دليل على استحباب تقديم الجار الأقرب فالأقرب إذا لم يقدر الإنسان على الإحسان إلى جيرانه جميعا، وإن كان كف الأذى واجبا علينا عن جيراننا جميعهم مهما كثروا.

وهنا تابعت الأم حديث زوجها قائلة:

- لعل عظم حق الجار نلخصه ونوضحه فيما أُورِده من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015