التصرف، فحين انصرفت الزائرتان نادت الأم ابنتها بصوت يشوبه (?) الغضب والضيق، فأتت حفصة على عجل وقد دهشت لغضب والدتها دون سبب وبادرت أمها قائلة:
- خيرا يا أماه ما لي أراك غاضبة؟
أجابت الأم وقد حاولت التخفيف من ثورة غضبها قائلة:
- ألا تدرين يا حفصة ما فعلت حتى أغضبتيني؟
ردت حفصة قائلة وقد عجبت لقول والدتها:
- أنا لم أفعل شيئا يا أماه.
أجابت والدتها:
أخبريني لماذا لا ترغبين في مجالسة ابنة جيراننا ميمونة حين تأتي لزيارتنا مع والدتها، فهي فتاة لطيفة مؤدبة حسنة الحديث، فما الذي يجعلك تنفرين من صحبتها؟
ردت حفصة قائلة:
- إني أعرفها يا أماه وأنت تعرفين أنها معي في المدرسة، بل وفي نفس الفصل، وأنا أرى أنها فتاة مملة وغير ذكية وينقصها الكثير من الصفات حتى تكون مثلي، فكيف أجالس من هي أقل مني حظا في كل شيء فأنا أبزُّها (?) كثيرا فكيف أرتضي صحبتها؟ !