الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن والاه.
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
وبعد:
فهذه محاضرة مفتاح السعادة.
الإيمان يذهب الهموم، ويزيل الغموم، وهو قرة عين الموحدين، وسلوة العابدين، ما مضى فات، وما ذهب مات، فلا تفكر فيما مضى فقد ذهب وانقضى، ارض بالقضاء المحتوم، والرزق المقسوم، فكل شيءٍ بقدر، فدع الضجر.
{أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28] وتحط الذنوب، وبه يرضى علام الغيوب، وبه تفرج الكروب.
لا تنتظر شكراً من أحد، ويكفي ثواب الصمد، وما عليك ممن جحد حقد وحسد.
إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وعش في حدود اليوم، واجمع همك لإصلاح يومك.
اترك المستقبل حتى يأتي، ولا تهتم بالغد؛ لأنك إذا أصلحت يومك صلح غدك.
طهر قلبك من الحسد، ونقه من الحقد، وأخرج منه البغضاء، وأزل منه الشحناء.
اعتزل الناس إلا من خير، وكن جليس بيتك، وأقبل على شانك، وقلل من المخالطة.
الكتاب أحسن الأصحاب، فسامر الكتب، وصاحب العلم، ورافق المعرفة.
الكون بني على النظام، فعليك بالترتيب في ملبسك، وبيتك ومكتبتك وواجبك.
اخرج إلى الفضاء، وطالع الحدائق الغناء، وتفكر في خلق الباري وإبداع الخالق.
عليك بالمشي والرياضة، واجتنب الكسل والخمول، واهجر الفراغ والبطالة.
اقرأ التاريخ وتفكر في عجائبه، وتدبر غرائبه، واستمتع بقصصه وأخباره.
جدد حياتك، نوع أساليب معيشتك، غير من الروتين الذي تعيشه.
اهجر المنبهات، والإكثار منها كالشاي والقهوة، واحذر التدخين والشيشة وغيرها.
اعتن بنظافة ثوبك، وحسن رائحتك، وترتيب مظهرك مع السواك والطيب.
لا تقرأ بعض الكتب التي تربي التشاؤم والإحباط واليأس والقنوط.
تذكر أن ربك واسع المغفرة يقبل التوبة، ويعفو عن عباده، ويبدل السيئات حسنات.
اشكر ربك على نعمة الدين، والعقل، والعافية، والستر، والسمع، والبصر، والرزق، والذرية وغيرها.
ألا تعلم أن في الناس من فقد عقله، أو صحته، أو هو محبوسٌ أو مشلولٌ أو مبتلى.
عش مع القرآن حفظاً وتلاوةً وسماعاً وتدبراً، فإنه من أعظم العلاج لطرد الحزن والهم.
توكل على الله وفوض الأمر إليه، وارض بحكمه، والجأ إليه، واعتمد عليه فهو حسبك وكافيك.
اعف عمن ظلمك، وصل من قطعك، وأعط من حرمك، واحلم عمن أساء إليك؛ تجد السرور والأمن.
كرر لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها تشرح البال، وتصلح الحال، وتحمل بها الأثقال، وترضي ذا الجلال.
أكثر من الاستغفار، فمعه الرزق، والفرج، والذرية، والعلم النافع، والتيسير، وحط الخطايا.
اقنع بصورتك وموهبتك، ودخلك وأهلك وبيتك تجد الراحة والسعادة.
اعلم أن مع العسر يسراً، وأن الفرج مع الكرب، وأنه لا يدوم الحال، وأن الأيام دول.
تفاءل ولا تقنط ولا تيأس، وأحسن ظنك بربك، وانتظر منه كل خيرٍ وجميل.
افرح باختيار الله لك، فإنك لا تجلب المصلحة، فقد تكون الشدة لك خيراً من الرخاء.
البلاء يُقرب بينك وبين الله، ويعلمك الدعاء، ويذهب عنك الكبر والعجب والفخر.
أنت تحمل في نفسك قناطير النعم، وكنوز الخيرات التي وهبك الله إياها.
أحسن إلى الناس، وقدم الخير للبشر؛ لتلقى السعادة من عيادة مريض، وإعطاء فقيرٍ، والرحمة بيتيم.
اجتنب سوء الظن، واطرح الأوهام والخيالات الفاسدة، والأفكار المريضة.
اعلم أنك لست الوحيد في البلاء، فما سلم من الهم أحد، وما نجا من الشدة بشر.
تيقن أن الدنيا دار محنٍ وبلاء، ومنغصاتٍ وكدرٍ فاقبلها على حالها واستعن بالله.
تفكر فيمن سبقوك في مسيرة الحياة، ممن عزل، وحبس وقتل، وامتحن وابتلي، ونكب وصودر، كل ما أصابك من الهم، والغم، والحزن، والجوع، والفقر، والمرض، والدين، والمصائب فأجره على الله.
اعلم أن الشدائد تفتح الأسماع والأبصار، وتحيي القلوب، وتردع النفس، وتذكر العبد، وتزيد الثواب.
لا تتوقع الحوادث، ولا تنتظر السوء، ولا تصدق الشائعات، ولا تستسلم للأراجيف.
أكثر ما يُخاف لا يكون، وغالب ما يُسمع من مكروهٍ لا يقع، وفي الله كفاية، وعنده رعاية، ومنه العون.
لا تجالس البغضاء، والثقلاء، والحسدة؛ فإنهم حمى الروح، وهم رسل الكدر، وحملة الأحزان.
حافظ على تكبيرة الإحرام جماعة، وأكثر المكث في المسجد، وعود نفسك المبادرة للصلاة لتجد السرور.
إياك والذنوب فإنها مصدرُ الهموم والأحزان وهي سبب النكبات، وباب المصائب والأزمات.
داوم على: " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" فلها سرٌ عجيب في كشف الكرب، ونبأٌ عظيم في رفع المحن.
لا تتأثر من القول القبيح، والكلام السيئ الذي يقال فيك، فإنه يؤذي قائله ولا يؤذيك.
سب أعدائك لك، وشتم حسادك يساوي قيمتك؛ لأنك أصبحت شيئاً مذكوراً، ورجلاً خطيراً مهماً.
اعلم أن من اغتابك فقد أهدى لك حسناته، وحط من سيئاتك، وجعلك مشهوراً وهذه نعمة.
لا تشدد على نفسك بالعبادة، والزم السنة، وسارع في الطاعة، واسلك الوسط، وإياك والغلو.
أخلص توحيدك لربك لينشرح صدرك، فبقدر صفاء توحيدك، ونقاء إخلاصك؛ تكون سعادتك.
كن شجاعاً قوي القلب، ثابت النفس، لديك همة وعزيمة، ولا تغرك الزوابع والأراجيف.
عليك بالجود فإن صدر الجواد منشرح، وباله واسع، والبخيل ضيق الصدر، مظلم القلب، مكدر الخاطر.
ابسط وجهك للناس تكسب ودهم، وألن لهم الكلام يحبوك، وتواضع لهم يجلوك، ادفع بالتي هي أحسن، وترفق بالناس، وأطفئ العداوات، وسالم أعداءك، وكثر أصدقاءك.
من أعظم أبواب السعادة دعاء الوالدين، فاغتنمه ببرهما؛ ليكون لك دعاؤهما حصناً حصيناً من كل مكروه.
اقبل الناس على ما هم عليه، وسامح ما يبدر منهم، واعلم أن هذه هي سنة الله في الناس والحياة.
لا تعش في المثاليات بل عش واقعك، فأنت تريد من الناس ما لا تستطيعه، فكن عادلاً.
عش حياة البساطة، وإياك والرفاهية، والإسراف والبذخ، فكلما ترفه الجسم تعقدت الروح.
حافظ على أذكار المناسبات فإنها حفظ لك وصيانة، وفيها من السداد والإرشاد ما يصلح به يومك.
وزع الأعمال، ولا تجمعها في وقتٍ واحد، بل اجعلها في فترات وبينها أوقاتٍ للراحة، ليكون عطاؤك جيداً.
انظر إلى من هو دونك في الجسم والصورة، والمال والبيت، والوظيفة والذرية، لتعلم أنك فوق ألوف الناس.
تيقن أن كل من تعامله من أخٍ وابنٍ وزوجةٍ وقريبٍ وصديق لا يخلو من عيب، فوطن نفسك على تقبل الجميع.
الزم الموهبة التي أُعطيتها، والعلم الذي ترتاح له، والرزق الذي فتح لك، والعمل الذي يناسبك.
إياك وتجريح الأشخاص والهيئات، وكن سليم اللسان، طيب الكلام، عذب الألفاظ، مأمون الجانب.
اعلم أن الاحتمال دفنٌ للمعايب، والحلم ستر للخطايا، والجود ثوبٌ واسعٌ يغطي النقائص والمثالب.
انفرد بنفسك ساعةً تدبر فيها أمورك، وتراجع فيها نفسك، وتتفكر في آخرتك، وتصلح بها دنياك.
مكتبتك المنزلية هي بستانك الوارف، وحديقتك الخضراء، تتنزه فيها مع العلماء والحكماء والأدباء والشعراء.
اكسب الرزق الحلال، وإياك والحرام، واجتنب سؤال الناس، والتجارة خيرٌ من الوظيفة، وضارب بمالك واقتصد في المعيشة.
البس وسطاً، لا لباس المترفين، ولا لباس البائسين، لا تشهر نفسك بلباس، وكن كعامة الناس.
لا تغضب فإن الغضب يفسد المزاج، ويغير الخلق، ويسيء العشرة، ويفسد المودة، ويقطع الصلة.
سافر أحياناً لتجدد حياتك، وتطالع عوالم أخرى، وتشاهد معالم جديدة وبلداناً أخرى، فالسفر متعة.
احتفظ بمذكرةٍ في جيبك، ترتب لك أعمالك، وتنظم أوقاتك، وتذكرك بمواعيدك، وتكتب فيها ملاحظاتك.
ابدأ الناس بالسلام، وحيهم بالبسمة، وأعرهم الاهتمام؛ لتكون حبيباً إلى قلوبهم قريباً منهم.
ثق بنفسك ولا تعتمد على الناس، واعتبر أنهم عليك لا لك، وليس معك إلا الله، ولا تغتر بإخوان الرخاء.
احذر كلمة سوف، وتأخير الأعمال، والتسويف بأداء الواجب، فإن هذا أول الفشل والإخفاق.
اترك التردد في اتخاذ القرار، وإياك والتذبذب في المواقف بل اجزم واعزم وتقدم.
لا تضيع عمرك في التنقل بين التخصصات، والوظائف والمهن، فإن معنى هذا أنك لن تنجح في شيء.
افرح بمكفرات الذنوب؛ كالصالحات، والمصائب، والتوبة، ودعاء المسلمين، ورحمة الرحمن، وشفاعة الرسول عليه الصلاة والسلام.
عليك بالصدقة، ولو بالقليل، فإنها تطفئ الخطيئة، وتسر القلب، وتذهب الهم، وتزيد في الرزق.
اجعل قدوتك إمامك محمداً صلى الله عليه وسلم، فإنه القائد إلى السعادة، والدال على النجاح، والمرشد إلى النجاة والفلاح.
زر المستشفى؛ لتعرف نعمة العافية والسجن؛ لتعرف نعمة الحرية والمارستان؛ لتعرف نعمة العقل؛ لأنك في نعمٍ لا تدري بها.
لا تحطمك التوافه، ولا تعط المسألة أكبر من حجمها، واحذر من تهويل الأمور والمبالغة في الأحداث.
كن واسع الأفق، والتمس الأعذار لمن أساء إليك، لتعيش في سكينة وهدوء، وإياك ومحاولة الانتقام.
لا تفرح أعداءك بغضبك وحزنك، فإن هذا ما يريدون، فلا تحقق أمنيتهم الغالية في تعكير حياتك.
لا توقد فرناً في صدرك من العداوات والأحقاد، وبغض الناس وكره الآخرين، فإن هذا عذابٌ دائم.
كن مهذباً في مجلسك، صموتاً إلا من خير، طلق الوجه، محترماً لجلاسك، منصتاً لحديثهم، ولا تقاطع أثناء الكلام.
لا تكن كالذباب لا يقع إلا على الجرح، فإياك والوقوع في أعراض الناس، وذكر مثالبهم، والفرح بعثراتهم، وطلب زلاتهم.
المؤمن لا يحزن لفوات الدنيا، ولا يهتم بها، ولا يرهب من كوارثها؛ لأنها زائلةٌ ذاهبةٌ حقيرةٌ فانية.
اهجر العشق والغرام والحب المحرم فإنه عذابٌ للروح، ومرضٌ للقلب، وافزع إلى ذكر الله عز وجل.
إطلاق النظر إلى الحرام يورث هماً وغماً وجراحاً في القلب، والسعيد من غض بصره وخاف ربه.
احرص على ترتيب وجبات الطعام، وعليك بالمفيد، واجتنب التخمة، ولا تنم وأنت شبعان.
قدِّر أسوأ الاحتمالات عند الخوف من الحوادث، ثم وطن نفسك لتقبل ذلك فسوف تجد الراحة واليسر.
إذا اشتد الحبل انقطع، وإذا أظلم الليل انقشع، وإذا ضاق الأمر اتسع، ولن يغلب عسر يسرين.
انظر في رحمة أرحم الراحمين، غفر لبغيٍ سقت كلباً، وتاب عمن قتل مائة نفس، وبسط يده للتائبين، ودعا عباده للإنابة.
بعد الجوع شبع، وعقب الظمأ ريٌّ، ويلي المرض عافية، وبعد الفقر غنى، والهم يتلوه السرور، وهذه سنة الحياة.
اقرأ سورة: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} [الشرح:1] تذكرها في الشدائد، واعلم أنها من أعظم الأدوية عند الأزمات، أين أنت من دعاء الكرب: {لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم} وأين أنت من أثر في الاعتصام؟ ففي حديثٍ قدسي يقول الله عز وجل: {وعزتي وجلالي ما اعتصم بي عبدٌ فكادت له السماوات والأرض إلا جعلت له من بينها فرجاً ومخرجاً، وعزتي وجلالي ما اعتصم عبد بغيري إلا زلزلت الأرض من تحت قدميه، ثم لم أبال في أي أودية الدنيا هلك}
إذا غضبت فاسكت، وتعوذ من الشيطان، وغير مكانك، إن كنت قائماً فاجلس، وتوضأ وأكثر من الذكر.
لا تجزع من الشدة، فإنها تقوي قلبك، وتذيقك طعم الراحة، وتشد من أزرك، وترفع شأنك، وتظهر صبرك.
التفكر في الماضي حمق وجنون، وهو مثل من يطحن الطحين، وينشر النشارة، ويخرج الأموات من قبورهم.
انظر إلى الجانب المشرق من المصيبة، وتلمح أجرها، واعلم أنها أسهل من غيرها، وتأسى بالمنكوبين.
ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وجف القلم بما أنت لاقٍ، ولا حيلة لك في القضاء.
حول خسائرك إلى أرباح، واصنع من الليمون شراباً حلواً، وأضف إلى ماء المصائب حفنة سكر، وتكيف مع ظرفك.
لا تيئس من روح الله، ولا تقنط من رحمة الله، ولا تنس عون الله، فإن المعونة تنزل على قدر المئونة.
الخيرة فيما تكره أكثر منها فيما تحب، وأنت لا تدري بالعواقب، وكم من نعمةٍ في طي نقمة، ومن خيرٍ في جلباب شر.
قيد خيالك لئلا يجمح بك في أودية الهموم، وحاول أن تفكر بالنعم والمواهب والفتوحات التي عندك.
اجتنب الصخب والضجة، فإن من علامات السعادة الهدوء والسكينة والنظام.
الصلاة خير معينٍ على المصائب، وهي تسمو بالنفس في آفاقٍ علوية، وتهاجر بالروح إلى فضاء النور والفلاح.
إن العمل الجاد المثمر يحرر النفس من النزوات الشريرة، والخواطر الآثمة، والنزعات المحرمة.
السعادة شجرةٌ ماؤها وغذاؤها وهواؤها وضياؤها الإيمان بالله والدار الآخرة.
من عنده أدبٌ جم، وذوقٌ سليم، وخلقٌ شريف؛ أسعد نفسه وأسعد الناس، ونال صلاح البال والحال.
روح على قلبك؛ فإن القلب يكل ويمل، ونوع عليه بالأساليب، والتمس له فنون الحكمة، وأنواع المعرفة.
العلم يشرح الصدر، ويوسع مدارك النظر، ويفتح الآفاق أمام النفس فتخرج من همها وغمها وحزنها.
من السعادة الانتصار على العقبات، ومغالبة الصعاب، فلذة الظفر لا تعادلها لذة، وفرحة النجاح لا تساويها فرحة.
إذا أردت أن تسعد مع الناس فعاملهم بما تحب أن يعاملوك به، ولا تبخسهم أشياءهم، ولا تضع من أقدارهم.
إذا عرف الإنسان نفسه، والعلم الذي يناسبه، وقام به على أكمل وجه، وجد لذة النجاح ومتعة الانتصار.
المعرفة والتجربة والخبرة أعظم من رصيد المال؛ لأن الفرح بالمال بهيمي، والفرح بالمعرفة إنساني.
إذا غضب أحد الزوجين؛ فليسمت الآخر، وليقبل كلٌ منهما الآخر على ما فيه، فإنه لا يخلو أحدٌ من عيب.
الجليس الصالح المتفائل يهون عليك الصعاب، ويفتح لك باب الرجاء، والمتشائم يسود الدنيا في عينيك.
من عنده زوجة وبيتٌ وصحةٌ وكفاية مال، فقد حاز صفو العيش، فليحمد الله وليقنع، فما فوق ذلك إلا الهم.
من أصبح آمناً في سربه، ومعافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها.
من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم رسولاً، كان حقاً على الله أن يرضيه، وهذه أركان الرضا.
أصول النجاح أن يرضى الله عنك، وأن يُرضي عنك من حولك، وأن تكون نفسك راضية، وأن تقدم عملاً مثمراً.
الطعام سعادة يوم، والسفر سعادة أسبوع، والزواج سعادة شهر، والمال سعادة سنة، والإيمان سعادة العمر كله.
لن تسعد بالنوم ولا بالأكل، ولا بالشراب ولا بالنكاح، وإنما تسعد بالعمل، وهو الذي أوجد للعظماء مكاناً تحت الشمس.
من تيسرت له القراءة فإنه سعيد؛ لأنه يقطف من حدائق العلم، ويطوف على عجائب الدنيا، ويطوي الزمان والمكان.
محادثة الإخوان تذهب الأحزان، والمزاح البريء راحة، وسماع الشعر يريح الخاطر.
أنت الذي تلون حياتك بنظرك إليها، فحياتك من صنع أفكارك، فلا تضع نظارة سوداء على عينيك.
فكر في الذين تحبهم، ولا تعط الذين تكرههم لحظة واحدة من حياتك، فإنهم لا يعلمون عنك وعن همك.
إذا استغرقت بالعمل المثمر بردت أعصابك، وسكنت نفسك، وغمرك فيضٌ من الاطمئنان.
السعادة ليست في الحسب والنسب ولا في الذهب، وإنما في الدين والعلم والأدب وبلوغ الأرب.
أسعد عباد الله عند الله أبذلهم للمعروف يداً، وأكثرهم على الإخوان فضلاً، وأحسنهم على ذلك شكراً.
إذا لم تسعد بساعتك الراهنة، فلا تنتظر سعادةً سوف تطل عليك من الأفق، أو تنزل عليك من السماء.
فكر في نجاحاتك، وثمار عملك، وما قدمته من خير، وافرح به واحمد الله عليه، فإن هذا مما يشرح الصدر.
الذي كفاك هم أمس يكفيك هم اليوم وهم غد، فتوكل على الله، فإذا كان معك فمن تخاف، وإذا كان عليك فمن ترجو.
بينك وبين الأثرياء يومٌ واحد، أما أمس فلا يجدون لذته، وأما غد فليس لي ولهم، وإنما لهم يومٌ واحد فما أقله من زمن.
السرور ينشط النفس، ويُفرح القلب، ويوازن بين الأعضاء، ويجلب القوة، ويعطي الحياة قيمةً والعمر فائدة.
الغنى والأمن، والصحة والدِّين ركائز السعادة، فلا هناء لمعدم ولا خائف، ولا مريض ولا كافر بل هم في شقاء.
من عرف الاعتدال عرف السعادة، ومن سلك التوسط أدرك الفوز، ومن اتبع اليسر نال الفلاح.
ليس في سعة الزمن إلا كلمة واحدة: الآن الآن، وليس في قاموس السعادة إلا كلمة واحدة: الرضا.
إذا أصابتك مصيبة فتصورها أكبر تهن عليك، وتفكر بسرعة زوالها، فلولا كرب الشدة ما رجيت فرحة الراحة.
إذا وقعت في أزمة فتذكر كم من أزمةٍ مرت بك ونجاك الله منها، حينها تعلم أن من عافاك في الأولى سيعافيك في الأخرى.
العاق ليومه من أذهبه في غير حق قضاه، أو فرضٍ أداه، أو مجد شيده، أو حمدٍ حصله، أو علمٍ تعلمه، أو قرابةٍ وصلها، أو خيرٍ أسداه.
ينبغي أن يكون حولك أو في يدك كتابٌ دائم؛ لأن هناك أوقاتاً تذهب هدراً، والكتاب خير ما يحصل به الوقت، ويعمر به الزمن.
حافظ القرآن التالي له آناء الليل وأطراف النهار لا يشكو مللاً ولا فراغاً، ولا ضجراً ولا سأماً؛ لأن القرآن ملأ حياته سعادة.
لا تتخذ قراراً حتى تدرسه من كافة جوانبه، ثم استخر الله، وشاور أهل الثقة، فإن نجحت فهذا المراد، وإلا فلا تندم.
العاقل يُكثِّر أصدقاءه ويُقلِّل أعداءه، فإن الصديق يحصل في سنة، والعدو يحصل في يوم، فطوبى لمن حببه الله إلى خلقه.
اجعل لمطالبك الدنيوية حداً ترجع إليه، وإلا تشتت قلبك، وضاق صدرك، وتنغص عيشك، وساء حالك.
لا تجعل الصحة ثمناً للمال، أو الشهوة، أو المنصب فتخسر الجميع؛ لأن من فاتته الصحة لا ينعم بمتعة.
ينبغي لمن تظاهرت عليه نعم الله أن يقيدها بالشكر، ويحفظها بالطاعة، ويرعاها بالتواضع لتدوم.
من صفت نفسه بالتقوى، وطهر فكره بالإيمان، وصقلت أخلاقه بالخير، نال حب الله وحب الناس.
الكسول الخامل هو المتعب الحزين حقيقة، أما العامل المجد فهو الذي عرف كيف يعيش وعرف كيف يسعد.
إن لذة الحياة ومتعتها أضعاف أضعاف مصائبها وهمومها، ولكن السر كيف نصل لهذه المتعة بذكاء.
لو ملكت المرأة الدنيا، وسيقت لها شهادات العالم، وحصلت على كل وسام وليس عندها زوج؛ فهي مسكينة.
الحياة الكاملة أن تنفق شبابك بالطموح، ورجولتك بالكفاح، وشيخوختك بالتأمل.
لُم نفسك على التقصير، ولا تلم أحداً؛ فإن عندك من العيوب ما يملأ الوقت إصلاحه فاترك غيرك.
أجمل من القصور والدور كتابٌ يجلو الأفهام، ويسر القلوب، ويؤنس الأنفس، ويشرح الصدور، وينمي الفكر.
اسأل الله العفو والعافية، فإن أعطيتها فقد حزت كل خير، ونجوت من كل شر، وفزت بكل سعادة.
رغيفٌ واحد، وسبع تمرات، وكوب ماء في غرفةٍ مع مصحف، وقل على الدنيا السلام.
السعادة في التضحية، وإنكار الذات، وبذل الندى، وكف الأذى، والبعد عن الأنانية والاستئثار.
الضحك المعتدل يشرح النفس، ويقوي القلب، ويذهب الملل، وينشط على العمل، ويجلو الخاطر.
العبادة هي السعادة، والصلاح هو النجاح، ومن لزم الأذكار، وأدمن الاستغفار، وأكثر الافتقار فهو أحد الأبرار.
خير الأصحاب من تثق به وترتاح له، ويشاركك همومك وغمومك، ولا يفشي سرك.
لا تتوقع سعادةً أكبر مما أنت فيه، فتخسر ما بين يديك، ولا تنتظر مصائب قادمة فتستعجل الهم والحزن.
لا تظن أنك تُعطى كل شيء بل تعطى خيراً كثيراً، أما أن تحوي كل موهبة وكل عطية، فهذا بعيد.
فن النسيان للمكروه نعمة، وتذكر النعمة حسنة، والغفلة عن عيوب الناس فضيلة.
العفو ألذ من الانتقام، والعمل أمتع من الفراغ، والقناعة أعظم من المال، والصحة خير من الثروة.
الوحدة خيرٌ من جليس السوء، والجليس الصالح خيرٌ من الوحدة، والعزلة عبادة، والتفكر طاعة.
العزلة مملكة الأفكار، وكثرة الخلطة حمق، والوثوق بالناس سفه، واستعداؤهم شؤم.
سوء الخلق عذاب، والحقد سم، والغيبة رذالة، وتتبع العثرات خذلان.
شكر النعم يدفع النقم، وترك الذنوب حياةٌ للقلوب، والانتصار على النفس لذة العظماء.
خبزٌ جاف مع أمنٍ ألذ من العسل مع الخوف، ووخيمة مع ستر، أحب من قصرٍ فيه فتنة.
فرحة العلم دائمة، ومجده خالد، وذكره باقٍ، وفرحة المال منصرمة، ومجده إلى زوال، وذكره إلى نهاية.
الفرح بالدنيا فرح الصبيان، والفرح بالإيمان فرح الأبرار، وخدمة المال ذل، والعمل لله شرف.
عذاب الهمة عذب، وتعب الإنجاز راحة، وعرق العمل مسك، والثناء الحسن أحسن من الطيب.
السعادة أن يكون مصحفك أنيسك، وعملك هوايتك، وبيتك صومعتك، وكنزك قناعتك.
الفرح بالطعام والمال فرح الأطفال، والفرح بحسن الثناء فرح العظماء، وعمل البر مجد لا يفنى.
صلاة الليل بهاء النهار، وحب الخير للناس من طهارة الضمير، وانتظار الفرج عبادة.
في البلاء أربعة فنون:
الأول: احتساب الأجر.
الثاني: معايشة الصبر.
الثالث: حسن الذكر.
الرابع: توقع اللطف.
الصلاة جماعة، وأداء الواجب، وحب المسلمين، وترك الذنوب، وأكل الحلال؛ صلاح الدنيا والآخرة.
لا تكن رأساً فإن الرأس كثير الأوجاع، ولا تحرص على الشهرة فإن لها ضريبة، والكفاف مع الخمول سعادة.
علامة الحمق ضياع الوقت، وتأخير التوبة، واستعداء الناس، وعقوق الوالدين، وإفشاء الأسرار.
يعرف موت القلب بترك الطاعة وإدمان الذنوب، وعدم المبالاة بسوء الذكر، والأمن من مكر الله، واحتقار الصالحين.
من لم يسعد في بيته فلن يسعد في مكانٍ آخر، ومن لم يحبه أهله فلن يحبه أحد، ومن ضيع يومه ضيع غده.
أربعة يجلبون السعادة:
الأول: كتابٌ نافع.
الثاني: ابن بار.
الثالث: زوجةٌ محبوبة.
الرابع: جليسٌ صالح، وفي الله عوضٌ عن الجميع.
إيمانٌ وصحة وغنى، وحرية وأمنٌ وشبابٌ وعلم، هي ملخص ما يطلبه العقلاء؛ لكن قل أن تجتمع كلها.
اسعد الآن فليس عندك عهدٌ ببقائك، وليس لديك أمانٌ من روعة الزمان، فلا تجعل الهم نقداً، والسرور ديناً.
أفضل ما في العالم؛ إيمانٌ صادق، وخلقٌ مستقيم، وعقلٌ صحيح، وجسمٌ سليم، ورزقٌ هانئ، وما سوى ذلك شغل.
نعمتان خفيتان: الصحة في الأبدان، والأمن في الأوطان، ونعمتان ظاهرتان: الثناء الحسن، والذرية الصالحة.
القلب المبتهج يقتل ميكروبات البغضاء، والنفس الراضية تطارد حشرات الكراهية.
الأمن أمهد وطاء، والعافية أسبغ غطاء، والعلم ألذ غذاء، والحب أنفع دواء، والستر أحسن كساء.
السعيد لا يكون فاسقاً، ولا مريضاً، ولا مديناً، ولا غريباً، ولا حزيناً، ولا سجيناً، ولا مكروهاً.
السعادة: انجلاء الغمرات، وإزالة العداوات، وعمل الصالحات، والانتصار على الشهوات.
أقل الطرق خطراً طريقك إلى بيتك، وأكثر الأيام بركة يوم تعمل صالحاً، وأشأم الأزمان زمناً تسيء فيه لأحد.
إن سبك بشر فقد سبوا ربهم تبارك وتعالى، أوجدهم من العدم؛ فشكوا في وجوده، أطعمهم من الجوع؛ فشكروا غيره، آمنهم من الخوف؛ فحاربوه.
لا تحمل الكرة الأرضية على رأسك، ولا تظن أن الناس يهمهم أمرنا، إن زكاماً يصيب أحدهم ينسيهم موتي وموتك.
السرور كفاية ووطن، وسلامة وسكن، وأمنٌ من الفتن، ونجاة من المحن، وشكرٌ على المنن، وعبادة طيلة الزمن.
كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل، وصلِّ صلاة مودع، ولا تتكلم بكلامٍ تعتذر منه، واجمع اليأس عما في أيدي الناس.
ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس، واقنع بالقليل، واعمل بالتنزيل، واستعد للرحيل، وخف الجليل.
لا عيش لممقوت، ولا راحة لحسود، ولا أمن لمذنب، ولا محبة لفاجر، ولا ثناء على كاذب، ولا ثقة بغادر.
عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.
الابتسامة مفتاح السعادة، والحب بابها، والسرور حديقتها، والإيمان نورها، والأمن جدارها.
البهجة: وجهٌ مبتسم، وروضٌ أخضر، وماءٌ بارد، وكتابٌ مفيد؛ مع قلبٍ يقدر النعمة، ويترك الإثم، ويحب الخير.
ينام المعافى على صخرةٍ كأنه على ريشة حرير، ويأكل خبز الشعير كالثريد، ويسكن الكوخ كأنه في إيوان كسرى.
البخيل يعيش فقيراً ويموت فقيراً، وهو خادمٌ لذريته، حارسٌ لماله، بغيضٌ عند الناس، بعيدٌ من الله، سيء السمعة في العالم.
الأولاد أفضل من الثروة، والصحة خيرٌ من الغنى، والأمن أحسن من السكن، والتجربة أغلى من المال.
اجعل الفرح شكراً، والحزن صبراً، والصمت تفكراً، والنظر اعتباراً، والنطق ذكراً، والحياة طاعة، والموت أمنية.
كن مثل الطائر يأتيه رزقه صباح مساء، ولا يهتم بغد، ولا يثق بأحد، ولا يؤذي أحداً، خفيف الظل، رفيق الحركة.
من أكثر مخالطة الناس أهانوه، ومن بخل عليهم مقتوه، ومن حلم عليهم قدروه، ومن جاد عليهم أحبوه، ومن احتاج إليهم أبغضوه.
الفلك يدور، والليالي حبالى، والأيام دول، ومن المحال دوام الحال، والرحمن كل يومٍ هو في شأن؛ فلماذا تحزن؟
كيف تقف على أبواب السلاطين، ونواصيهم في قبضة رب العالمين، تسأل المال من فقير، وتطلب الجاه من بخيل، تشكو المرض إلى جريح.
ابعث رسائل وقت السحر، مدادها الدمع، وقراطيسها الخدود، وبريدها القبول، ووجهتها العرش، وانتظر الجواب.
إذا سجدت فأخبره سبحانه بأمورك سراً، فإنه يعلم السر وأخفى، ولا تسمع من بجوارك؛ لأن للمحبة أسراراً وفي الناس حاسدٌ وشامت.
سبحان من جعل الذل له عزة، ومسألته شرفاً، والخضوع له رفعة، والتوكل عليه كفاية.
إذا دار همٌ ببالك، وأصبح حَالُكَ من الحزن حَالِك، وفجعت في أهلك ومالك، فلا تيأس لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً.
لا تنس (حسبنا الله ونعم الوكيل) فإنها تطفئ الحريق، وينجو بها الغريق، ويُعرف بها الطريق، وفيها العهد الوثيق.
طوبى لك يا طائر! ترد النهر، وتسكن الشجر، وتأكل الثمر، ولا تتوقع الخطر، ولا تمر على سقر، فأنت أسعد حالاً من البشر.
السرور لحظةٌ مستعارة، والحزن كفارة، والغضب شرارة، والفراغ خسارة، والعبادة تجارة.
أمس مات، واليوم في السياق، وغداً لم يولد، وأنت ابن الساعة فاجعلها طاعة، تعد لك بأربح البضاعة.
نديمك القلم، وغديرك الحبر، وصاحبك الكتاب، ومملكتك بيتك، وكنزك قوتك، فلا تأسف على ما فات.
ربما ساءتك أوائل الأمور، وسرتك أواخرها، كالسحاب أوله برقٌ ورعد، وآخره غيثٌ هنيء.
الاستغفار يفتح الأقفال، ويشرح البال، ويذهب الأدغال، وهو عربون الرزق وبوابة التوفيق.
ستٌ شافية كافية:
أولها: دينٌ.
وثانيها: علمٌ.
وثالثها: غنى.
ورابعها: مروءة.
وخامسها: عفو.
وسادسها: عافية.
من الذي يجيب المضطر إذا دعاه؟ من الذي ينقذ الغريق إذا ناداه؟ من الذي يكشف الكرب؟ إنه الله، لا إله إلا هو.
ابتعد عن الجدل العقيم، والمجلس اللاغي، والصاحب السفيه، فإن الصاحب ساحب، والطبع لص، والعين سارقة.
التحلي بحسن الاستماع، وعدم مقاطعة المتحدث، ولين الخطاب، ودماثة الخلق؛ أوسمةٌ على صدور الأحرار.
عندك عينان، وأذنان، ويدان، ورجلان، ولسانٌ، وإيمان، وقرآن، وأمان؛ فأين الشكر يا إنسان؟! {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن:13]
نقد الناس لك معناه أنك فعلت ما يستحق الذكر، وأنك فقتهم علماً، أو فهماً، أو مالاً، أو منصباً، أو جاهاً.
لا تتقمص شخصية غيرك، والذوبان في الآخرين؛ انتحار، ومحاكاة الناس؛ موت: {قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ} [البقرة:60] {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} [البقرة:148] {صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ} [الرعد:4].
لا يكن أحدكم إمعة، مع الدمع بسمة، ومع الترحة فرحة، ومع البلية عطية، ومع المحنة منحة، سنةٌ ثابتةٌ وقاعدةٌ مضطربة.
انظر هل ترى إلا مبتلى، وهل تشاهد إلا منكوباً، في كل دارٍ نائحة، على كل خدٍ دمع، وفي كل وادٍ بنو سعد.
صوتٌ من شكر معروفك أجمل من تغريد الأطيار، ونسيم الأسحار، وحفيف الأشجار، وغناء الأوتار.
إذا شربت الماء الساخن قلت: الحمد لله بكلفة، وإذا شربت الماء البارد قال كل عضوٍ فيك: الحمد لله.
أرخص سعادةٍ تباع في سوق العقلاء؛ ترك ما لا يعني، وأغلى سلعة عند العالم؛ أن تألف الناس ويألفوك.
إياك والهم؛ فإنه سم، والعجز؛ فإنه موت، والكسل؛ فإنه خيبة، واضطراب الرأي؛ فإنه سوء تدبير.
جار السوء شرٌ من غربة الإنسان، واصطناع المعروف أرفع من القصور الشاهقة، والثناء الحسن هو المجد.
من عنده دينٌ يرشده، وعقلٌ يسدده، وحسبٌ يصونه، وحياءٌ يزينه؛ فقد جمع الفضائل.
من ترك الخلاف، واجتنب التفاخر، وسلم من الكذب، ورضي بالقدر، وهجر الحسد؛ عكّف الله عليه قلوب عباده.
حاجة الناس إليك نعمة، فلا تملها فتصبح نقمة، واعلم أن أحسن أيامك يوم تكون مقصوداً لا قاصداً.
قبل أن تنام سامح الأنام، واغسل قلبك بالعفو سبع مرات، وعفره الثامنة بالغفران تجد حلاوة الإيمان.
العلم أنيسٌ في الوحدة، صاحبٌ في الغربة، رقيبٌ في الخلوة، دليلٌ إلى الرشد، معينٌ في الشدة، ذخرٌ بعد الموت.
لا يضر من عنده ثوبٌ ممزع، وحذاء مقطع، ولديه قلبٌ يخشع، وعينٌ تدمع، ونفسٌ تشبع.
سبب الهموم والغموم الإعراض عن الله، والإقبال على الدنيا، فهذا الذي دخل السجن المؤبد، فلا هو حيٌ فيُرجى، ولا ميتٌ فينعى.
خير المال عينٌ خرارة، في أرضٍ خوارة، تسهر إذا نمت، وتشهد إذا غبت، وتكون عقباً إذا مت.
التمس حظك بالسكوت، فإن الصامت مهاب، والمنصت محبوب، والبلاء موكلٌ بالمنطق.
الحياة تزودٌ لمعاد، أو تدبيرٌ لمعاش، أو لذةٌ في غير محرم، أو إسراء لعقل، أو صقلٌ لنفس، وما سوى ذلك باطل.
العزلة تحميك من الحاسد والشامت والثقيل والمتكبر والمغتاب والمعجب وكفى بها نفعاً.
لن تسعد بالسفر من بلد إلى بلد وهمك معك، لكن انتقل من شعورٍ إلى شعور لتجد السرور.
إذا كانت النفس جميلة، رأت الفجر غديراً، والليل مهرجاناً، والناس أحبة، والكوخ قصراً مشيداً.
من رحمة الله بعباده أن كل من أطاعه جعل غناه في قلبه، فلو لم يكن عنده إلا لقيمات كأنه ملك الدنيا.
الدنيا العافية، والشباب الصحة، والمروءة الصبر، والكرم التقوى، والحسب المال.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم على نبيه وآله وصحبه ومن سار على منهجه إلى يوم الدين.