Q متى ينتهي وقت صلاة العشاء؟
صلى الله عليه وسلم مسألة متى ينتهي وقت العشاء فيها: قولان: قيل: قبل الفجر بقليل، وقيل: عند منتصف الليل.
وسؤالي هنا: متى منتصف الليل؟ وفي حديث الرسول: (وقت العشاء إلى منتصف الليل) ، الليل يكون من أذان المغرب إلى أذان الفجر.
لكن كيف أحدد نصف الوقت هذا؟ نقسم الوقت من المغرب إلى الفجر، مثلاً: المغرب يؤذن الساعة الخامسة، والفجر يؤذن الساعة الرابعة، فيكون المجموع إحد عشرة ساعة، ونقسم على اثنين، ويكون هذا منتصف الليل، وهل الصحابة كانوا يفعلون ذلك؟ لا، ما كان الصحابة يعملون ذلك، والرسول يقول: (إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب) ، ثم إن الرسول عليه الصلاة والسلام أخَّر العشاء يوماً إلى منتصف الليل، وقال: (هذا وقتها لولا أن أشق على أمتي) ، ما المراد بقوله: (هذا وقتها) ؟ أي: هذا وقتها المستحب.
فهل وقتها المستحب يكون آخر الوقت الذي بعده تصبح قضاءً؟ وكيف كان الصحابة يكتشفون منتصف الليل وليس معهم ساعات، رجل نام ساعتين في الليل، ثم وقام، كيف يعرف أن منتصف الليل جاء أو لا؟ هل يصلي قضاءً أو يصلي حاضرة؟ فاتضح صحة رأي الجمهور في تحديد وقت صلاة الفجر، كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى) ، إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يأتي وقت الصلاة الأخرى، باستثناء الفجر بالإجماع؛ فوقتها ينتهي بطلوع الشمس، ويكون حديث عبد الله بن عمرو: (وقت العشاء إلى منتصف الليل) ؛ على أنه وقت استحباب لا وقت تحريم.
مع العلم أن الأمور التقريبية هذه لا تضبط بها نهايات الأوقات ولا بدايتها، وقد ورد في الأحاديث: (حتى ذهب من الليل نصفه) (حتى ذهب من الليل ثلثه) ، (حتى ذهب من الليل أكثره) ، شيء تقريبي، وتحديد أوقات الصلوات أشياء ثوابت يعرفها العوام بلا ساعات وبلا منبهات وبلا إذاعة ولا أي شيء، الفجر إذا ظهر الخيط الأبيض من الأسود، الظهر عند الزوال، العصر إذا صار ظل كل شيء مثله، المغرب إذا غربت الشمس، العشاء إذا سقط الشفق، وهذا كله تستطيع أن تتعلمه في يوم واحد، لكن منتصف الليل شيء لا يُتعلم بالسهولة واليسر.