قال تعالى: {وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا} [النساء:107] أي: يخونون أنفسهم، ويكذبون على أنفسهم ويكذبونها، ويركبون أنفسهم الخيانة.
للآية سبب نزول وإن كان متكلماً فيه إلا أن من العلماء من حسنه بمجموع طرقه، وحاصله: أن رجلاً من المسلمين سماه بعض العلماء طعمة بن أبيرق سرق شيئاً من بيت من البيوت، فعلم خبره، فلكي يبرئ ساحته أخذ هذا الذي سرقه وألقاه في بيت رجلٍ من اليهود، فذهب أصحاب السارق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: يا رسول الله! بلغنا أنك اتهمت صاحبنا، وإنه قد نمى إلى علمنا أن الذي سرق هو فلان من اليهود، وإن شئت أن ترسل من يبحث عن الدرع في بيته فستجدها في بيته، فأرسل صلى الله عليه وسلم من يتحقق من ذلك فوجد الدرع في بيت اليهودي، فكأن النبي عليه الصلاة والسلام انتقلت عنده التهمة من السارق الحقيقي إلى آخر، فنزل قوله تعالى: {وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا} [النساء:107] والخوان: كثير الخيانة.