تفسير قوله تعالى: (يريد الله أن يخفف عنكم.)

{يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا} [النساء:28] .

{يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ} في التكاليف ونحو ذلك.

إن الشريعة الإسلامية قد تميزت بالتخفيف، فلما قال المؤمنون: {رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} [البقرة:286] قال الله سبحانه (قد فعلت) وروي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام بإسناد فيه بعض الكلام، لكن المعنى يصح: (إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) ، فالمكره على الشيء لا يلزمه من جراء الإكراه إثم، قال تعالى: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النحل:106] .

قال تعالى: ((يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ)) هذه من آيات رفع الحرج، {وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا} [النساء:28] ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لما خلق الله آدم تركه ما شاء الله أن يتركه، فجعل إبليس يطوف حوله، فلما رأى أنه خلق أجوفاً علم أنه خلق خلقاً لا يتمالك) أي: يسقط بسرعة وتزل قدمه سريعاً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015