لقد بين سبحانه وتعالى في بداية سورة المجادلة أنه يسمع تحاور المتحاورين، وشكوى الشاكين، وهذا دليل على عظمة الله سبحانه وتعالى وقدرته، ولقد بين حال المؤمنين إذا ألمت بهم المعضلات كيف أنهم يلجئون إليه سبحانه، ويشكون إليه ويدعونه ويستغيثون به؛ ليكشف ما بهم من بلاء وهم وغم؛ لأنهم يعلمون علم اليقين أن الله وحده هو الذي يفرج همهم وينفس كربهم ويقضي حوائجهم، وهذا ما فعلته المجادلة عن نفسها حين لم تجد جواباً عند النبي صلى الله عليه وسلم، ففزعت إلى ربها واشتكت إليه، فإذا برب العزة والجلال وفي الحال يجيب شكواها ويرفع بلواها ويجبر كسرها، ويرحم عجزها وضعفها، ويبقي لها زوجها؛ حتى لا تكون وحيدة لا تجد من يأويها ويقوم برعايتها.
فلابد إذاً من اللجوء إلى الله في كل وقت وفي كل حال، فهو النافع والضار، وهو الرحيم بعباده سبحانه وتعالى.