ثم يقول تحت عنوان: أهمية كتاب المعالم: كيف تعمل الحركة إلى هذه الغاية؟ هذه هي قضية المنهج الذي نتحدث عنه، والتي هي موضوع كتاب المعالم، ذلك الكتاب الذي لا نعرف في تاريخ الحركة الإسلامية المعاصرة كتاباً كان أكثر منه انتشاراً، ولا أقوى تأثيراً، ولا أخطر نتائج، ولا أشد رعباً لأعداء الحركة الإسلامية.
ومعروف أن كتاب المعالم هو زبدة وخلاصة الظلال.
يقول الدكتور جعفر: وقد انقسم الناس حوله إلى ثلاث فئات: فئة قادحة اعتبرته سحراً أسود، ودعوة للظلم وبرنامجاً للتخريب والإثارة والخروج.
وكثرة من الشباب مادحة اعتبرته أملها المفقود، ورائدها المأمول الذي يحدد لها معالم الطريق الذي تسلكه للتمكن في الأرض.
وفئة منصفة اعتبرته كالفئة الثانية كتاباً عظيماً لداعية عظيم، وأخذت ما فيه من حق وخير، واستفادت منه كثيراً، لكنها ظلت تذكر أن مؤلفه مع إخلاصه وسعة علمه بشر لم تكتب له العصمة، فأخذت من قوله وتركت.
يقول: وعلى منهج هذه الفئة الثالثة نحاول أن نثير الخلاف في هذا البحث القصير، فنؤيد الكاتب فيما أصاب فيه، ونفسر بعض عباراته التفسير الذي نراه صحيحاً ومناسباً، ونستدرك عليه بعض ما يبدو لنا أنه أخطأ فيه، ونستدرك على بعض قرائه بعض ما نراهم أخطئوا فيه، سواء كان لخطئهم هذا ما يسوغه من كلمات الكاتب الشهيد أو لم يكن ذلك؛ وذلك لأن غرضنا هو التعاون على تسديد سير هذه الحركة، حتى تبلغ غايتها، وتؤتي ثمارها بإذن الله تعالى.