وأما صيغ الاستئذان فإن الصيغة المشهورة (السلام عليكم أأدخل؟) فإن أذن له دخل وإلا رجع، ودل على هذه الصيغة (أن رجلاً من بني عامر استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيته فقال: أألج - أي أأدخل؟ - فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان فقال له: قل: السلام عليكم أأدخل؟ فسمع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم أأدخل؟ فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم فدخل) رواه أبو داود في كتاب الأدب، باب كيفية الاستئذان، وصححه الألباني.
وجاء عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان إذا استأذن فقيل له: ادخل بسلام، رجع وقال: لا أدري أدخل بسلامٍ أو بغير سلام، فهذا امتناع ابن عمر رضي الله عنهما الدخول لما قيل له: بسلام، احتمال أن يكون المراد ادخل بسلامك لا بشخصك، ولأنهم اشترطوا عليه شرطاً لا يدري أيفي به أم لا، فمن ورعه كان يرجع.
فالمهم الصيغة: السلام عليكم أأدخل، وقد جاء عن عمر رضي الله عنه أنه استأذن فقال: السلام على رسول الله السلام عليكم أيدخل عمر؟ ولكل قومٍ عرفٌ في الاستئذان، ولذلك لو استأذن بأي كلمة: ممكن أدخل؟ لا بأس، أأدخل؟ لا بأس، لكن الصيغة الأتم والأكمل (السلام عليكم أأدخل؟).
فهذه الصيغة الأفضل، وقد جاء عن عبد الملك مولى أم مسكين قال: أرسلتني مولاتي إلى أبي هريرة فجاء معي فلما بلغ الباب قال: أندر؟ قالت: أندرون، وهذه العبارة معناها بالفارسية استئذان، فإذاً يمكن أن تدخل على شخص لا يعرف العربية، فتستأذن عليه بلسانه بالإنجليزية أو بغيرها، المهم أن يفهم أنك تريد الدخول وتسمع إذناً صريحاً.