الزيارة الناجحة لابد لها من أمور: الزيارة الناجحة تحتاج إلى إعداد مسبق تحديد موعد، أو ترك مجال للاعتذار إذا جئت بغير موعد، كأن تقول له: إن كنت منشغلاً فسوف آتيك فيما بعد، بحيث تترك له مجالاً، إذا كان منشغلاً يقول: نعم -يا أخي- أنا منشغل ونحدد وقتاً آخر، أما أن تقول: أنا جئت أزورك وأرجو ألا تعتذر؟ فنقول: هذا لا يعتبر من مكارم الأخلاق.
ثم إن من أساسيات الزيارة الناجحة: إعداد جدول للزيارة ولو في الذهن، ماذا نريد أن نناقش في الزيارة؟ وما هي المواضيع التي نريد أن نطلقها؟ بعض الناس يذهبون للزيارة، فيتكلمون عن العمل، فإن كان موظفاً أسهب وأطنب هو وصاحبه في الكلام على الوظيفة ومشكلات الوظيفة والعمل، وصار هم العمل من الشركة والمصنع والمدرسة إلى مجلس التزاور فهذا لا ينبغي؛ لأن هذه زيارة عبادة ينبغي أن تُستغل في أشياء مهمة.
وكذلك الزيارة لابد أن تتناقل فيها بعض الأخبار، سؤال عن الأحوال، الاطمئنان، ليس المقصود بالعبادة أننا نفتح القرآن ونقرأ، بل نذكر أخبار البلد، والاطمئنان على صحته وأحواله وأحوال أهله، وماذا حصل له من الحوادث والأشياء؟ ثم هناك أخبارٌ من العلاقات الاجتماعية تتداول، وأخبار عامة وسريعة، لكن لابد أن يكون في الزيارة الناجحة أشياء تستثمر ويستفاد منها مثل: فتح مواضيع إسلامية، أشياء من المشكلات التي تواجه كيف يكون حلها، قراءة في الكتب، وأرشح هنا بعض الكتب للقراءة منها إذا حصلت زيارة بأن تكون موجودة في مكتب المجلس وكما قلنا ليس هناك موضوع معين، يؤخذ الكتاب ويفتح ويقرأ منه أشياء، لابد من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الله، فمن الكتب مثلاً: تفسير العلامة ابن سعدي رحمه الله، وحاشية كتاب التوحيد لابن سعدي رياض الصالحين، غذاء الألباب شرح منظومة الآداب، السيرة النبوية الصحيحة لـ أكرم العمري، نزهة الفضلاء في تهذيب سير أعلام النبلاء، زاد المعاد، كتب ابن القيم وابن تيمية مباركة، الوابل الصيب، تهذيب مدارج السالكين الفوائد، كتب الشيخ: عمر الأشقر في العقيدة، ابن عبد البر ألف كتاباً اسمه بهجة المجالس وأنس المجالس، فيه آدابٌ وأخلاق، مختصر منهاج القاصدين، موعظة المؤمنين، صفة الصلاة وأحكام الجنائز للشيخ الألباني، فتاوى إسلامية للمشايخ عبد العزيز بن باز، ومحمد صالح العثيمين، وعبد الله بن جبرين، المجلات الإسلامية الهادفة.
إذاً هناك أشياء ينبغي أن تكون في المجلس تستثمر فيها الزيارة بحيث تكون الزيارة ناجحة، ولا يزاد فيها عن الموعد المحدد، لأن بعض الناس يقول: يا أخي! نجلس فقط نصف ساعة، ثم يجلس ساعتين فيتعدى الموعد بساعة ونصف.