الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، ملك يوم الدين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، الذي أرسله رحمةً للعالمين، بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، فبلغ الرسالة، وأدَّى أمانة الله إلى عباده، ففتح الله به أعيناً عمياً، وآذاناً صماً، وقلوباً غلفاً عن سماع الحق وقبوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن سار على نهجه وتمسك بسنته.
أيها الإخوة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أُحييكم في هذه الليلة مع موضوع من الموضوعات المهمة في حياة المسلم، وعنوان هذه المحاضرة: "آداب زيارة الإخوان" وسيشتمل هذا الموضوع في عرضه على: تحديد مفهومها.
فضل الزيارة في الله.
ما ورد في السفر للزيارة.
أهمية الزيارة في الله وفوائدها.
حث الشريعة على إعطاء الزوار حقهم.
شيءٌ من آداب الزيارة وأحكامها.
الإقلال من الزيارة خشية الإملال.
أنواع الزائرين والمزورين.
حثَّ السلف على الزيارة نموذج.
الزيارة لها سلبيات وملاحظات.
العوائق في طريق الزيارة.
كيف تكون الزيارة ناجحة.
ملاحظات على زيارات النساء للنساء.
ونبدأ بعون الله تعالى فنقول في مطلع هذا الدرس: إننا سنتحدث عن زيارة الإخوان بعضهم لبعض.
فإن الزيارة قد جاءت في الشريعة في مناسبات متعددة، فمنها مثلاً: زيارة القبور كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها؛ فإنها تذكركم الآخرة) وكذلك زيارة بيت الله طواف الزيارة طواف الإفاضة، كما جاء في الحديث: (زرتُ قبل أن أرمي) وكذلك زيارة مسجد قباء كما ورد في الحديث الصحيح: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور مسجد قباء كل سبت) وكذلك زيارة المريض، وزيارة الأقارب؛ صلة الرحم، وهذه لا تدخل في موضوعنا لهذه الليلة، وإنما المقصود الحديث عن زيارة الإخوان بعضهم لبعض.