كيف يكون الاستياك؟

يكون الاستياك طولاً أو عرضاً، ولا بأس بذلك، لكن استعماله طولاً ثبت في السنة في اللسان، واستعماله طولاً في الأسنان وارد لكنه يجرح اللثة، وقد ورد حديث أنه كان يستاك عرضاً ولا يستاك طولاً، لكنه لم يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام، فيتبع ما يريح الإنسان ويؤدي القصد، فإذا كان الاستياك عرضاً على الأسنان أنفع وطولاً على اللسان كما ثبت في السنة فليكن ذلك.

ومن لا أسنان له فله أن يستاك على اللثة واللسان وسقف الحلق؛ لأن تغيير الرائحة حاصل حتى في هذا.

ويستحب ألا يستاك بحضرة الجماعة؛ لأنه ينافي المروءة، ولعل من الأحسن ألا يكون في حال التنظيف، لكن النبي عليه الصلاة والسلام استاك أمام الآخرين، وجاءه مرة ناس يكلمونه، وطلب واحد منهم عمل، فقلصت شفته على السواك عليه الصلاة والسلام، وامتعظ من الطلب، فقد كان يتسوك وقلصت شفته على السواك.

أما الاستياك في المسجد فينبغي أن يحذر منه الذين يفتتون بقايا السواك في المسجد، فإن هذا ليس من الأدب؛ لا بحضرة الناس ولا في بيت الله، بل هو من قلة الأدب، والإخلال بالمروءة، والإسلام دين يراعي كل هذه الأشياء.

ويحفظ السواك بعيداً عما يستقذر؛ لأن بعض الناس يضعونه في الأماكن المكشوفة، ويلقيه بأي مكان ثم يأخذه ويستاك به، وربما يكون علق به من الأوساخ ما علق، ولذلك يغسله في هذه الحالة ويكرر التسوك حتى تزول الرائحة ويطمئن إلى النظافة، ولا حد لأكثره، وأقله بحسب ما يحصل به المقصود.

ومن السنة أن يبدأ باليمين -يمين الفم- قبل الشمال للعموم في التيامن، وإذا عرف من عادته إدماء السواك فمه استاك بلطف.

فإذا كان أحد يعرف أنه مجرد ما يستعمل السواك على اللثة ينزل دم لضعفها، فليستك بلطف، وإذا لم يتمضمض فلا يستك قبل الصلاة إذا كان يعلم أنه يخرج دم، فلا يستك على اللثة، بل يجعله على اللسان والأسنان.

هذه بعض الأمور المتعلقة بالسواك.

نسأل الله عز وجل أن يرزقنا اتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والله تعالى أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015