يتسوك بكل عودٍ لا يضر وقسمه بعض الفقهاء إلى أربعة أقسام بحسب أفضليته، فاتفقوا على أن أفضلها هو الأراك -عود الأراك المعروف المشهور- لما فيه من طيبٍ وريحٍ وتشعيرٍ، فهذا النوع فيه تشعير، فشعرات السواك هي التي تخرج ما احتشى في الأسنان وتنقي، وقد جاء في حديث وفد عبد القيس أنه أمر لهم بأراك وقال: (استاكوا بهذا) وفي إسناده من تفرد به.
ويليه بعد ذلك جريد النخل، وقيل: إن النبي عليه الصلاة والسلام قد تسوك به، وهذا يحتاج إلى إثبات الحديث.
ثم يليه ما أخذ من شجر الزيتون لأنها شجرة مباركة.
ثم بعد ذلك بكل ما له رائحة طيبة ولا يضر، من قضبان الأشجار الناعمة التي لا تضر ولها رائحة طيبة، فالمقصود: أي شيء يحصل به التطييب والتنظيف.
فإن قيل: فرشاة الأسنان؟ ف
صلى الله عليه وسلم فرشاة الأسنان يحصل بها المقصود من جهة التنظيف والتطييب؛ لأن الشعيرات هذه هي شعيرات بلاستيكية أو مصنوعة من نايلون أو غيره من المواد الصناعية، فيحصل بها المقصود، لكن إذا قال قائل: ما هو الأفضل السواك أم فرشاة الأسنان؟ الجواب: السواك أفضل، فإن قال: أجمع بينهما؟ نقول: خيرٌ على خير اجمع بينهما، خصوصاً أن بعض المعاجين قد يكون فيها علاج أو تقوية، لكن هؤلاء الكفار اكتشفوا أن السواك فيه مواد مقوية للثة، حتى جعلوا معاجين أسنان مستخلصة من السواك.
ويكره الاستياك بكل عودٍ يدمي، مثل: الآس والطرفاء، أو يحدث ضرراً مثل الرمان أو الريحان كما قال بعضهم، وهذا يعرف بالاستعمال والتجربة.
ويحرم الاستياك بكل عودٍ سام، ويستحب أن يكون السواك عوداً متوسطاً في غلظ الخنصر وهو أنحف أصابع اليد، خالٍ من العقد، لا رطباً يلتوي، ولا يابساً يجرح، وألا يتفتت في الفم، أن ويكون ليناً، ليس في غاية النعومة ولا غاية الخشونة، وهذه مسألة تعرف بالتجربة، فالواحد يختار السواك الذي فيه الفائدة.
وأما بالنسبة للعلك؛ فإن بعض العلك يمكن أن يؤدي شيئاً من الدور في التنظيف أو التقوية، ولكنه لا يؤدي كل الوظيفة، خصوصاً أنه لا يزيل ما احتشى بين الأسنان، أما الاستياك بالإصبع فقد تكلموا أنه لا بأس به، فإذا ما وجد الإنسان سواكاً بعد الأكل فإنه يغسل إصبعه ويدلك بها أسنانه فهم تكلموا عن مسألة الاستياك بالإصبع عند عدم وجود غيره.