صفحة - ج -
بسم الله للرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد، فهذا هو المجلد الثاني من " سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة " أقدمه إلى القراء الكرام، وقد يسر الله تبارك وتعالى إخراجه إلى عالم المطبوعات، بعد انتظار مديد، وصبر طويل، وجهد مرير في سبيل إصداره، وتجاوز العقبات المختلفة التي كانت تحول دون ذلك مع سائر مؤلفاتي، ولا يزال الكثير منها حتى الآن قائماً، مما لا سبيل لشرحه هنا في هذه المقدمة، وحسب القارئ أن يعلم، أنه يجمعها فساد أخلاق أهل الزمان، وعداؤهم الشديد لأهل السنة وأنصارها والدعاة إليها، لا فرق في ذلك بين كبير وصغير، وجليلٍ وحقير، مع ترك الحكم بالعدل، والتزام الإخلاف بالوعد، ولعل القارئ الكريم يتبين شيئا من ذلك إذا علم أننا لما لم نتمكن من طبع هذا المجلد في لبنان بواسطة مكتب الأستاذ الفاضل زهير الشاويش - حفظه الله- بسبب الحرب والفتن التي لا تزال في لبنان حتى الآن- اضطررنا إلى طبعه في غيره من البلاد، فما تمكنا من إصداره إلا في مدة طويلة جاوزت السنتين. لأسباب مطبعية، لا مجال لبيانها الآن، إذ ما كل ما يعلم يقال، والله تعالى هو المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يخلّقهم بأخلاق النبيين والصالحين الصادقين، وأن يعيد إليهم عزهم ومجدهم، برجوعهم إلى إسلامهم المصفى من كل دخيل.
هذا، ولعله من المفيد أن يعلم القراء الكرام أنه قد توفر لدي حتى الآن من أحاديث هذا الكتاب أكثر من (5000) خمسة آلاف حديث. فلو أنه تيسر سبيل الطبع هنا لكان بين أيديهم اليوم عشر مجلدات من هذه السلسلة النافعة إن شاء الله تعالى، فضلا عن مؤلفاتي الأخرى، ولكن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، و (لكل أجل كتاب) ، (قد جعل الله لكل شيء قدرا) .