فأقول: هذا إسناد ضعيف إلى الإمام الشافعي؛ فإن أبا اليمان المصري لا
يُعرف إلا في هذه الرواية، وأفاد الحافظ في "التهذيب" أن الصواب فيه: (أبو
لقمان) - واسمه: محمد بن عبد الله بن خالد الخراساني -.
وقال في التقريب:
"مستور".
وحقه أن يقول: "مجهول"؛ لأنه قال في "المقدمة" في صدد ذكر مراتب التوثيق:
"السابعة: من روى عنه أكثر من واحد ولم يوثق، وإليه الإشارة بلفظ: مستور،
أو مجهول الحال ".
وهو لم يذكر له راوياً في "التهذيب"؛ غير (أحمد بن موسى بن معقل) كما
تقدمت الإشارة إلى ذلك.
ثم إنه وقع في وهم آخر، وهو أنه نسب هذا الأثر لابن ماجه في ترجمة أحمد
هذا وشيخه أبي اليمان، وبالتالي جعلهما من رجال ابن ماجه، والواقع أن الأثر من
زيادات أبي الحسن بن سلمة القطان على "سنن ابن ماجه"، وهو راوي "السنن"،
وأحمد بن موسى إنما هو شيخه - أعني أبا سلمة -، وأبو اليمان من رجاله، ولذلك
لم يترجم لهما المزي في "تهذيب الكمال"، ولا الذهبي في "الكاشف"؛ فاقتضى
التنبيه. ولأبي الحسن القطان ترجمة حسنة في "سير النبلاء" (15/463 - 465) .
6500 - (يَا جِبْرِيلُ! سَلْ رَبَّكَ: أَيُّ الْبِقَاعِ خَيْرٌ، وَأَيُّ الْبِقَاعِ شَرٌّ؟
فَاضْطَرَبَ جِبْرِيلُ تِلْقَاءَهُ، فَقَالَ لَهُ عِنْدَمَا أَفَاقَ: يَا مُحَمَّدُ! هَلْ يُسْأَلُ
الرَّبُّ، الرَّبُّ أَجَلُّ وَأَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ؟ ثُمَّ غَابَ عَنْهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ أَتَاهُ، ثُمَّ
قَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ! لَقَدْ وَقَفْتُ الْيَوْمَ مَوْقِفاً لَمْ يَقِفْهُ مَلَكٌ قَبْلِي، وَلَا