فقه الأثر:
قال الحافظ في "الفتح" (2/ 162): قوله: "يصلّون جميعًا": أي: مجتمعين، ومراد أبي الدرداء: أن أعمال المذكورين حصل في جميعها النقص والتغيير إلا التجميع في الصلاة، وهو أمر نسبي لأن حال الناس في زمن النبوة كان أتم مما صار إليه بعدها، ثم كان في زمن الشيخين أتم مما صار إليه بعدهما، وكان ذلك صدر من أبي الدرداء في أواخر العصر الفاضل بالصفة المذكورة عند أبي الدرداء؛ فكيف بمن جاء بعدهم من الطبقات إلى هذا الزمان؟!
وفي هذا الحديث جواز الغضب عند تغير شيء من أمور الدين، وإنكار المنكر بإظهار الغضب إذا لم يستطع أكثر منه، والقسم على الخبر لتأكيده في نفس السامع".
* * *
28 - قال الزهري: دخلتُ على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي، فقلتُ ما يبكيك؟!
فقال: "لا أعرف شيئًا مما أدركتُ إلا هذه الصلاة، وهذه الصلاة قد ضُيّعَتُ".
أخرجه البخاري (530)، وأخرجه برقم (529) وأحمد في "المسند" (3/ 100 - 101، 270) والترمذي (2447) وابن المبارك في "الزهد" (1512) وابن وضاح في "البدع والنهي عنها" (193) والضياء في "المختارة" (رقم: 1723، 1724) وأبو يعلى في "مسنده" (6/ 74 - 75/ 3330) وابن بطة في "الإبانة" (رقم: 718).
من طرق؛ عن أنس به.
فقه الأثر:
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في "فتح الباري" (3/ 56 - ط ابن الجوزي): "إنما كان يبكي أنس بن مالك في تضييع الصلاة إضاعة مواقيتها" اهـ.
ذلك أن الحجاج كان يؤخر الصلاة عن وقتها؛ فكان يصلي الظهر والعصر مع غروب الشمس!