فلما أكثروا على عائشة من التذكرة والتحريج؛ طفقت تذكِّرُهما وتبكي، وتقول: "إني نذرتُ؛ والنذرُ شديدٌ".
فلم يزالا بها حتى كلَّمت ابنَ الزبير، وأعتَقَت في نذرها ذاك أربعين وقية. وكانت تذكرُ نذرَها بعد ذلك فتبكي حتى تبلَّ دموعها خمارَها".
أخرجه البخاري في "الصحيح" (6073، 6075) وفي "الأدب المفرد" (397) وأحمد (4/ 327، 328) أو رقم: (18974 - 18976 - قرطبة) والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/ 402 - 403).
من طريق: الزهري، عن عوف به.
ووقع اختلاف في اسم عوف؛ فمنهم من قال: عوف بن الحارث، ومنهم من قال: الطفيل بن الحارث، ومنهم من قال: عوف بن مالك بن الطفيل.
والراجح ما ذكرناه هنا في الإسناد، وانظر للتفصيل والإستزادة كتاب "الهجر" للعلامة مشهور بن حسن آل سلمان -حفظ الله تعالى- (ص 165 - 166).
وأخرجه البخاري (3505) من طريق: أبي الأسود، عن عروة بن الزبير، قال: "كان عبد الله بن الزبير أحبَّ البشر إلى عائشة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر، ... " فذكره بنحو منه.
* * *
244 - قال الإمام أحمد -رَحِمَهُ اللهُ-: حدثنا مؤمل؛ قال أبو عوانة: حدثنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، عن أبن عباس، قال في قول الجن: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} [الجن: 19] [الجن: 19]، قال: "لما رَأَوْهُ يُصَلي بأصحابه، ويصلُّونَ بصلاته، ويركعون بركوعه، ويسجدون بسجوده؛ تعجَّبُوا من طَوَاعِيَةِ أصحابه له، فلما رجعوا إلى قومهم قالوا: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ} -يعني: النبي - صلى الله عليه وسلم - {يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} ".
صحيح. أخرجه أحمد في "المسند" (1/ 252، 270) أو رقم (2271،