وصححه الشيخ الألباني في "صحيح سنن الترمذي".
وفي الأثر: أن الأصل في مسائل الشرع أخذها من الكتاب والسنة، لا من آراء الرجال - مهما كانت منزلتهم.
فهذا عبد الله بن عمر يردّ رأي أبيه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب؛ لأنه خلاف فعل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -،
ففيه مدى صدق الصحابة وإخلاصهم واقتفائهم للسنة والحرص عليها، ولو كان في ذلك خلاف ما عليه آباءهم.
فكيف الحال اليوم بمن يقدمون آراء الرجال -عالمهم وجاهلهم- على هدي نبيهم صلوات الله وسلامه عليه؟! ولا حول ولا قوة إلا بالله.
* * *
239 - عن سالم بن عبد الله بن عمر، قال: قال عبد الله بن عمر: "سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول: "لا تَمْنَعُوا نسَاءَكُم المساجدَ إذا استأذنكم إليها".
فقال بلال بن عبد الله: "والله لنَمْنَعُهُنَّ؛ إذًا يتَّخِذْنَهُ دَغَلًا".
قال: فأقبل عليه عبد الله، فسبَّه سبَّا سيئًا - ما سمعتُه سبَّهُ مثلَهُ قط، وقال: "أُخبِرُكَ عن رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وتقول أنت: لنَمْنَعُهُنَّ! ".
أخرجه مسلم (442) وأبو عوانة (1/ 395/ 1439) من طريق ابن شهاب، عن سالم به. ثم أخرجه مسلم (442) وأحمد (2/ 36، 43، 49، 145) أو رقم (4933، 5021، 5101) شاكر، وأبو داود (568) والترمذي (575) والطيالسي (1894) وأبو عوانة في "مسنده" -أو مستخرجه- (1/ 395/ 1442) وعبد الرزاق في "مصنفه" (3/ 147/ 5158) والطبراني في "الكبير" (12/ رقم: 13471، 13472) والبيهقي (3/ 132) وابن حبان (5/ 587 - 588/ 2210).
من طرق؛ عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر به.