والثانية: عن أبي معاويه عنه به.
وحسَّن إسناده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 242).
قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
* * *
149 - عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: "لما توفِّيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قلتُ لرجلِ من الأنصار: يا فلان؛ هَلُمَّ فَلْنَسأَلْ أصحابَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ فإنهم اليوم كثير.
فقال: واعجبًا لك يا ابن عباس! أترى الناسَ يحتاجون إليكَ وفي الناسِ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من ترى؟!
قال: فتركَ ذلك، وأقبلتُ على المسألة وتَتَبُّع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإن كان لَيَبْلُغنِي الحديثُ عن الرجلِ فآتيه -وهو قَائِلٌ-، فأتوَسَّدُ ردائي على بابه، فَتُسْفِي الريحُ على وجهي الترابَ، فيخرجُ فيراني، فيقول: يا ابن عمّ رسول الله؛ ما جاء بك؟ ألا أرسَلْتَ إليَّ فآتيك. فأقول: لا؛ أنا أحقُّ أن آتيكَ. فأسألَهُ عن الحديث.
قال: فبقي الرجلُ حتى رآني؛ وقد اجتمع الناسُ عليَّ؛ فقال: كان هذا الفتى أعقلَ منّي".
صحيح. أخرجه الدارمي في "مسنده" (1/ 467 - 468/ 595 - الداراني) والحاكم في "المستدرك" (1/ 156) والخطيب البغدادي في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (1/ 235 - 236/ 219 - الرسالة) والطبراني في "المعجم الكبير" (10/ رقم: 10592) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (1/ 365 - 366/ 507 - ابن الجوزي) والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/ 542).
من طريق: يزيد بن هارون، ثنا جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس به.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وهو أصل في طلب الحديث وتوقير المحدّث".