فقال القاضي: (هََذَا مَا لَدَيّ عَتِيدٌ) [ق: 23] .

فقال الخادم: (قُضِيَ الأمْرُ الّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ) [يوسف: 41] .

فقال القاضي: (مَتَىَ هََذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) [الأنبياء: 38] .

فقال الخادم: (قُلْ عَسَىَ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ الّذِي تَسْتَعْجِلُونَ) [النمل: 72] .

وكان يسمعهم شيخ مطبوع، قال: (فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ الْبَآئِسَ الْفَقِيرَ) [الحج: 28] .

فرفع صاحب الخبر ما جرى للمأمون، فوهب الخادم ليحيى بن أكثم، وأحضر الشيخ وقال: ما قلت، فقال سمعت قوماً يتشاطرون بالقرآن فأجبتهم بما حضرني فوهب له شيئاً وصرفه.

يروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال لعائشة:"تنظرين إلى امرأة قد خطبتها" فمضت، فلما نظرتها وجاءت، قالت ما رأيت طائلاً، فقال عليه السلام: "لقد رأيت طائلاً، ورأيت طائلاً، ورأيت بخدها خالاً اقشعرت له ولحسنه كل شعرة في جسدك" فقال يا رسول الله ما دونك ستر، ولا سر.

أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن يوسف، قال قرىء على أبي الحسين محمد بن الأنبوسي الصيرفي في حانوته بباب درب عون في الجانب الغربي ببغداد عشية يوم الأربعاء ثاني عشر جمادى الأولى في سنة خمس وخمسين وأربعمائة، ونحن حضور نستمع، قيل أخبركم القاضي أبوو الفرج المعافىى بن زكريا يحيى بن حميد الحريري أجازه بخطه في شهر ربيع الأول من سنة سبع وثمانين وثلاثمائة. قال حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد بن يسار الأنباري.

قال حدثنا أبو يعقوب بن أبي حسان، قال حدثنا هشام بن عمار، قال حدثنا عيسى بن يونس بن أبي اسحاق الشعبي، قال حدثني هشام بن عروة عن عبد الله بن عروة عن عائشة (رضي الله عنها) قالت: اجتمهت أربعة نساء من العرب، فتعاهدن، وتعاقدن أن لا يكتمن من أمر أزواجهن شيئاً.

فقالت الأولى: زوجي لحم جمل، غث على رأس جبل، وعر لا سهل فيرتقى، ولا سمين فينثقل، وقالت الثانية: زوجي لا أبث خبره، إني أخاف أن لا أذره أن أذكر عجره وبجره، وقالت الثالثة: زوجي العشَّنق إن نطق أطلق، وإن سكت أغلق، وقالت الرابعة: زوجي كليل تُهامة، لا حرٌّ، ولا قرٌّ، ولا مخافة، ولا سآمة.

وحسبنا الله ونعم الوكيل، أنجز بحمد الله وعونه وصلواته على خير خلقه محمد وآله وسلم في الثالث من شهر جمادى الآخرة لسنة عشر ومائة على يد أفقر عباد الله سبحانه وتعالى، وأحوجهم إلى عفوه وغفرانه محمد صادق بن عبد السلام بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن رضي الدين بن عبد السلام البيروني غفر الله تعالى لهم وعفى عنهم يمنه وكرمه وهدايته وحله.

عن جابر (رضي الله عنه) قال: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول:"إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم يقول: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب.

اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي، وعاقبة أمري، أو قال في عاجل أمري وآجله، فقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني، واصرفني عنه، وقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به، قال، ويسمي حاجته"، رواه البخاري عن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال يوماً لأصحابه:"أيعجز أحدكم أن يتخذ عند الله عهداً".

قلنا يا رسول الله: وما العهد؟ قال: يقول أحدكم:"اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، الرحمن الرحيم، اللهم إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا، أنك أنت الله لا إله إلا أنت لا شريك لك، وأن محمداً عبدك ورسولك، اللهم لا تكلني إلى نفسي فأعجز، فإن نفسي تقربني من السيئة، وتباعدني من الخير، وإني لا أثق إلا برحمتك، فاجعل لي عندك عهداً تؤديه إليَّ يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد".

فمن قالها كتبت في رق أبيض، ثم يطبع عليها بخاتم من مسك، ثم توضع تحت العرش، فإذا كان يوم القيامة، قال الله تعالى: أنا أحق من أوفى بالعهد، إنَّ عبدي عهد إليَّ في دار الدنيا وإني موف بعهده.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015