وَيُؤْتى بالفاكهة والأغذية لتنيس من قرى مصر ويصنعون بهَا آلَات الْحَدِيد كالمقراض والسكين وَغَيرهمَا وَقد رَأَيْت مقراضا فِي مصر صنع فِي تنيس ثمنه خَمْسَة دَنَانِير مغربية يفتح اذا رفع مسماره ويقص اذا انْزِلْ
وتصيب النِّسَاء هُنَاكَ أَحْيَانًا عِلّة كالصرع فيصحن مرَّتَيْنِ اَوْ ثَلَاثًا ثمَّ يعدن بعد ذَلِك الى صوابهن وَكنت سَمِعت فِي خُرَاسَان عَن جَزِيرَة تموء فِيهَا النِّسَاء كالقطط وَذَلِكَ على النَّحْو الَّذِي ذكرت
وَتذهب السَّفِينَة من تنيس الى الْقُسْطَنْطِينِيَّة فِي عشْرين يَوْمًا وَقد سرنا بِجَانِب مصر وَحين بلغنَا شاطئ الْبَحْر سَارَتْ السَّفِينَة فِي النّيل حِين يقترب نهر النّيل من الْبَحْر يصير فروعا تصب مُتَفَرِّقَة فِيهِ وَيُسمى الْفَرْع الَّذِي سرنا فِيهِ فرع الرّوم سَارَتْ السَّفِينَة حَتَّى بلغنَا مَدِينَة تسمى الصالحية وَهِي مَدِينَة كَثِيرَة النعم والخيرات وتصنع بهَا سفن كَثِيرَة حمولة كل مِنْهُمَا مِائَتَا خروار وَهِي تنقل البضاعة الى مَدِينَة مصر حَتَّى أَبْوَاب دكاكين البقالين وَلَو لم تكن وَسَائِل النَّقْل كَذَلِك لتعذر نقل الْمُؤَن فِيهَا على ظُهُور الدَّوَابّ لِكَثْرَة الزحام الَّذِي بهَا وَقد نزلت من السَّفِينَة الى الصالحية ثمَّ بلغت قرب الْقَاهِرَة تِلْكَ اللَّيْلَة وَفِي يَوْم الْأَحَد السَّابِع من صفر سنة 439 (4 أغسطس 1047) وَهُوَ يَوْم هرمرذ من شهر يور الْقَدِيم كُنَّا فِي الْقَاهِرَة
يخرج مَاء النّيل من بَين الْجنُوب والغرب ويمر بِمصْر ثمَّ يصب فِي بَحر الرّوم ويبلغ نهر النّيل فِي زِيَادَته ضعف نهر جيحون عِنْد ترمذ ويمر النّيل بِولَايَة النّوبَة ثمَّ يَجِيء الى مصر والنوبة ولَايَة جبلية وَحين يصل النّيل الى الْوَادي فهناك ولَايَة مصر وَأول مَدِينَة يصل اليها على الْحُدُود تسمى أسوان