والحوائط وَذَلِكَ بدقة قل نظيرها والصخرة أَعلَى من الأَرْض بِمِقْدَار قامة رجل وَقد أحيطت بسياج من الرخام حَتَّى لَا تصل يَد أليها
والصخرة حجر أَزْرَق لَونه لم يَطَأهَا أحد بِرجلِهِ أبدا وَفِي ناحيتها المواجهة للْقبْلَة انخفاض كَأَن أنسانا سَار عَلَيْهَا فبدت آثَار قدمه فِيهَا كَمَا تبدو على الطين الطري فان آثَار أَصَابِع قَدَمَيْهِ بَاقِيَة عَلَيْهَا وَقد بقيت عَلَيْهَا آثَار سبع أَقْدَام وَسمعت أَن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ هُنَاكَ وَكَانَ اسماعيل طفْلا فَمشى عَلَيْهَا وَهَذِه هِيَ آثَار قدمه وَيُقِيم فِي بَيت الصَّخْرَة هَذَا جمَاعَة من المجاورين والعابدين وَقد زينت أرضه بالسجاد الْجَمِيل من الْحَرِير وَغَيره وَفِي وَسطه قنديل من الْفضة مُعَلّق بسلسلة فضية فَوق الصَّخْرَة وَهُنَاكَ قناديل كَثِيرَة من فضَّة كتب عَلَيْهَا وَزنهَا أَمر بصنعها سُلْطَان مصر وَقد قدرت مَا هُنَاكَ من الْفضة بِأَلف من
وَرَأَيْت هُنَاكَ أَيْضا شمعة كَبِيرَة جدا طولهَا سبع أَذْرع وقطرها ثَلَاثَة أشبار لَوْنهَا كالكافور الزباجي وشمعها مخلوط بالعنبر وَيُقَال ان سُلْطَان مصر يُرْسل هُنَاكَ كل سنة كثيرا من الشمع مِنْهُ هَذِه الشمعة الْكَبِيرَة وَيكْتب عَلَيْهَا اسْمه بِالذَّهَب وَهَذَا الْمَسْجِد هُوَ ثَالِث بيُوت الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَالْمَعْرُوف عِنْد عُلَمَاء الدّين ان كل صَلَاة فِي بَيت الْمُقَدّس تَسَاوِي خَمْسَة وَعشْرين ألف صَلَاة وكل صَلَاة فِي مَدِينَة الرَّسُول عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام تعد بِخَمْسِينَ ألف صَلَاة وان صَلَاة مَكَّة المعظمة شرفها الله تَعَالَى تَسَاوِي مائَة ألف صَلَاة وفْق الله عز وَجل عباده جَمِيعًا لهَذَا الثَّوَاب
وَقد قلت ان أَسْقُف وَظُهُور القباب ملبسة بالرصاص وعَلى جَوَانِب الْبَيْت الْأَرْبَعَة أَبْوَاب كَبِيرَة مصاريعها من خشب الساج وَهِي مقفلة دَائِما وَبعد قبَّة الصَّخْرَة قبَّة تسمى قبَّة السلسلة وَهِي السلسلة الَّتِي علقها دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام وَالَّتِي لَا تصل إِلَيْهَا إِلَّا يَد صَاحب الْحق أما يَد الظَّالِم وَالْغَاصِب فَلَا تبلغها وَهَذَا الْمَعْنى مَشْهُور عِنْد الْعلمَاء وَهَذِه الْقبَّة مَحْمُولَة على رَأس ثَمَانِيَة أعمدة من الرخام وست دعائم من الْحجر وَهِي مَفْتُوحَة من جَمِيع الجوانب عدا جَانب