سفر نامه (صفحة 27)

وَقد أردْت أَن أَقيس هَذَا الْمَسْجِد وَلَكِنِّي آثرت أَن أتقن معرفَة هيأته وَوَضعه أَولا ثمَّ أقيسه فَلَبثت فِيهِ زَمنا أمعن النّظر فَرَأَيْت عِنْد الْجَانِب الشمالي بجوار قبَّة يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام طاقا مَكْتُوبًا على حجر مِنْهُ ان طول هَذَا الْمَسْجِد أَربع وَخَمْسُونَ وَسَبْعمائة ذِرَاع وَعرضه خمس وَخَمْسُونَ وَأَرْبَعمِائَة ذِرَاع وَذَلِكَ بِذِرَاع الْملك الْمُسَمّى فِي خُرَاسَان كزشايكان وَهُوَ أقل قَلِيلا من ذِرَاع وَنصف وَأَرْض الْمَسْجِد مغطاة بحجارة موثوقة الى بَعْضهَا الْبَعْض بالرصاص وَالْمَسْجِد شَرْقي الْمَدِينَة والسوق فَإِذا دخله السائر من السُّوق فَإِنَّهُ يتَّجه شرقا فَيرى رواقا عَظِيما جميلا ارتفاعه ثَلَاثُونَ ذِرَاعا وَعرضه عشرُون وللرواق جَنَاحَانِ وواجهتاهما وإيوانه منقوشة كلهَا بالفسيفساء المثبتة بالجص على الصُّورَة الَّتِي يريدونها وَهِي من الدقة بِحَيْثُ تبهر النّظر وَيرى على هَذَا الرواق كِتَابَة منقوشة بالمينا وَقد كتب هُنَاكَ لقب سُلْطَان مصر فحين تقع الشَّمْس على هَذِه النقوش يكون لَهَا من الشعاع مَا يحير الْأَلْبَاب وَفَوق الرواق قبَّة كَبِيرَة من الْحجر المصقول وَله بَابَانِ مزخرفان وواجهتاهما من النّحاس الدِّمَشْقِي الَّذِي يلمع حَتَّى لتظن أَنَّهُمَا طليا بِالذَّهَب وَقد طعما بِالذَّهَب وحليا بالنقوش الْكَثِيرَة وَطول كل مِنْهُمَا خمس عشرَة ذِرَاعا وَعرضه ثَمَان ويسميان بَاب دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام وَحين يجتاز السائر هَذَا الْبَاب يجد على الْيَمين رواقين كبيرين فِي كل مِنْهُمَا تِسْعَة وَعِشْرُونَ عمودا من الرخام تيجانها وقواعدها مزينة بالرخام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015