سفر نامه (صفحة 21)

وَفِي الْجَانِب الغربي مِنْهَا وَاد بِهِ عين مَاء عذب تخرج من الصخر وَقد بني أمامها مَسْجِد على الصخر بِهِ بيتان صخريان فَوْقهمَا سقف من الْحجر أَيْضا وَعَلَيْهِمَا بَاب صَغِير يَسْتَطِيع الزائر دُخُوله بصعوبة وَهُنَاكَ قبران متجاوران أَحدهمَا قبر شُعَيْب عَلَيْهِ السَّلَام وَالثَّانِي قبر ابْنَته الَّتِي كَانَت زوج مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام ويعنى أهل هَذِه الْقرْيَة بِهَذَا الْمَسْجِد عناية فائقة من تنظيف وإنارة وَغير ذَلِك وَمن هُنَاكَ بلغت قَرْيَة تسمى إربل وَفِي نَاحيَة الْقبْلَة مِنْهَا جبل فِي وَسطه حَظِيرَة بهَا أَرْبَعَة قُبُور لأربعة من أَبنَاء يَعْقُوب إخْوَة يُوسُف عَلَيْهِم السَّلَام وَذَهَبت من هُنَاكَ فَرَأَيْت تَلا من تَحْتَهُ غَار فِيهِ قبر أم مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فزرته ثمَّ خرجت فَبَدَا لي وَاد فِي آخِره بَحر صَغِير تقع عَلَيْهِ طبرية طوله سِتَّة فراسخ وَعرضه ثَلَاثَة وماؤه عذب لذيذ وَتَقَع غربية الْمَدِينَة وَتصرف فِي هَذَا الْبَحْر كل مياه الحمامات وفضلات الْمَدِينَة وَكَذَلِكَ يشرب مِنْهُ سكانها وسكان الْولَايَة الَّتِي على شاطئه وَسمعت أَن أَمِيرا دخل هَذِه الْمَدِينَة ذَات مرّة فَأمر بسد قنوات القاذورات وَالْمَاء الملوث حَتَّى لَا تُفْضِي إِلَى الْبَحْر فنتن مَاؤُهُ وَأصْبح لَا يصلح للشُّرْب فَأمر ثَانِيَة بِفَتْح هَذِه القنوات فَعَاد مَاء الْبَحْر عذبا ولطبرية سور حُصَيْن يبْدَأ من شاطئ الْبَحْر ويمتد حول الْمَدِينَة والطرف الْمَحْدُود بالبحر لَا حَائِط لَهُ وَبهَا مبان كَثِيرَة فِي وسط الْبَحْر فَإِن قاعه صخري وَقد شيدت هُنَاكَ مناظر على رُءُوس أعمدة رخامية أساسها فِي المَاء وَفِي بَحر طبرية سمك كثير وَمَسْجِد الْجُمُعَة فِي وسط الْمَدِينَة وَعند بَابه عين مَاء بني عِنْد رَأسهَا حمام مَاؤُهُ ساخن فَلَا يَسْتَطِيع مستحم أَن يصبهُ على جسده من غير أَن يمزجه بِمَاء بَارِد وَيُقَال إِن الَّذِي بناه هُوَ سُلَيْمَان بن دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام وَقد دَخلته وَفِي الْجَانِب الغربي من مَدِينَة طبرية مَسْجِد اسْمه مَسْجِد الياسمين وَهُوَ مَسْجِد جميل فِي وَسطه ساحة كَبِيرَة بهَا محا ريب وحولها الياسمين الَّذِي سمي بِهِ الْمَسْجِد وَفِي رواق بالجانب الشَّرْقِي قبر يُوشَع بن نون وَتَحْت هَذِه الساحة قُبُور سبعين نَبيا عَلَيْهِم السَّلَام قَتلهمْ بَنو إِسْرَائِيل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015