هَذَا مَا يَقُول أَبُو معِين الدّين نَاصِر خسرو القبادياني الْمروزِي تَابَ الله عَنهُ كَانَت صناعتي الْإِنْشَاء وَكنت من المتصرفين فِي أَمْوَال السُّلْطَان وأعماله واشتغلت بالديوان وباشرت هَذَا الْعَمَل مُدَّة من الزَّمن وذاع صيتي بَين أقراني وَفِي ربيع الآخر سنة 437 أَيَّام أبي سُلَيْمَان جغري بيك دَاوُد بن مِيكَائِيل بن سلجوق حَاكم خُرَاسَان ذهبت من مرو فِي عمل للديوان وَنزلت فِي بنج ديه مرو الرود كَانَ ذَلِك يَوْم قرَان الرَّأْس وَالْمُشْتَرِي وَيُقَال إِن الله تَعَالَى وتقدس يستجيب فِيهِ إِلَى مَا يطْلب النَّاس من حاجات فَذَهَبت إِلَى زَاوِيَة وَصليت رَكْعَتَيْنِ ودعوته تَعَالَى وتبارك أَن ييسر لي أَمْرِي فَلَمَّا عدت لأصدقائي وأصحابي وجدت أحدهم ينشد شعرًا فارسيا فجال بخاطري أَبْيَات فكتبتها على ورقة لأعطيه إِيَّاهَا حَتَّى ينشدها فَإِذا بِهِ ينشد مَا كتبت من شعر وَلما أعْطه الورقة فتفاءلت بِهَذِهِ الْحَال وَقلت فِي نَفسِي إِن الله تَعَالَى وتبارك قد قضى حَاجَتي ثمَّ ذهبت إِلَى جزجانان فَمَكثت بهَا حوالي شهر وظللت أشْرب الْخمر